: الاخوان و اختراق الاعلام و صناعة الهولوكوست

إن تاريخ الإخوان يشهد علي أسلوبهم في الاغتيال والتصفية الجسدية فمنذ اغتيال النقراشي باشا رئيس الوزراء, ومحاولة اغتيال حامد باشا جودة رئيس مجلس النواب وفشلوا نتيجة يقظة حراسه, فالإخوان كمنوا لرئيس الوزراء ابراهيم باشا عبدالهادي لاغتياله وتصادف مرور موكب حامد جودة فأطلقوا عليه الرصاص وألقوا القنابل ونجا باعجوبة, وكان قرار الاغتيال قد اتخذ من أعلي رأس في الجماعة ضد رئيس الوزراء لتوقيعه قرار حل الجماعة, هكذا يتم التعامل مع الخصوم والتخلص منهم مثلما فعلت بالضبط الجماعات التي خرجت من بين أجنحة التنظيم السري, ويلجأون الي الأسلوب نفسه مع من لا يساندهم والذين يكشفون للرأي العام خفايا هذه الجماعة وأهدافها الحقيقية, وأنها تتخفي وراء الدين للوصول الي الحكم, والمساندة تأتي من وسائل اعلام تدعمها الجماعة, وبعد أن اخترقتها وأصبحت هي الناطقة بلسانها وتلك مسألة تعمل عليها الجماعة طوال الوقت, بأن تكون لها صحف تتبني مواقفها, لكن الغريب في الأمر أن رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الدستور إبراهيم منصور كتب في14 أغسطس95 في مجلة روزاليوسف كيف يخترق الاخوان الصحف, وقال: هناك الكثير من الصحف التي تفسح لهم المجال للتعبير عن أفكارهم بنشر مقالات للقيادات الاخوانية, ويضيف: وبالطبع فإن استهداف انشاء جريدة يومية هو مطمع سياسي واضح والصحيفة اليومية بالضرورة تكون صحيفة سياسية, ويسترسل ابراهيم منصور: وهي بذلك تحاول السيطرة علي حركة الشباب مع توجيههم الي تشكيلات ذات طابع شبه عسكري ترتبط بها, ويزيد في موضوعه المطول عن الصحف الاخوانية, ونص ما كتبه: وكان الاخوان قد عقدوا اتفاقا مع حزب الوفد لترشيح عدد من ناخبيهم علي قائمته في انتخابات1984, وفي مقابل ذلك بدأ الحزب يتيح لهم عبر صحيفته ـ والتي كانت تصدر أسبوعية ـ نشر مقالات لقياداتهم وكتابهم فضلا عن معالجات الصحيفة نفسها لبعض القضايا في شكل متعاطف مع التيار الاخواني كالافراط في عرض موضوعات التعذيب.
فضلا عن نشر الموضوعات التي تتعاطف أو تؤيد التيار الاخواني وهو الأمر الذي دعا عددا كبيرا من النقابات التي يسيطر عليها الاخوان لنشر اعلاناتهم في تلك الصحف.
ولم يكن بعيدا عن هذا ما كتبه ابراهيم عيسي رئيس تحرير الدستور في روزاليوسف عام95, وقال في كلماته: الكتب التاريخية كثيرة والأكاذيب أكثر, لكن من الحقائق التي تخزق العين أنه بعد78 يوما من قيام ثورة يوليو صدر عفو عام عن قتلة المستشار أحمد الخازندار رئيس محكمة جنايات القاهرة, هؤلاء القتلة كانوا اخوانا مسلمين, والقتيل كان رئيس المحكمة الذي أصدر حكما علي الاخوان قتلة النقراشي رئيس الوزراء الذي سفك الاخوان دمه, ويضيف: من يدافع اليوم عن الاخوان لمجرد تركه روزا وتوليه صحيفة خاصة إن أول ما فعله الثوار هو الافراج عن قتلة لمجرد اقامة هذه العلاقة الطيبة بأصدقائهم الاخوان, وفي مقاله يصف الإخوان بأنهم جماعة فاشستية, فكيف نصدق من يتولي الدفاع عنهم الآن ويفتح لهم الصفحات كل يوم ويعتبرهم الأبطال والمنهزمين والمغلوبين علي أمرهم وهم من سفكوا الدماء وفاشست, أم أن المسألة مصالح خاصة قبل أن تكون مصالح وطن, فنفس الأشخاص كانوا يسبون الإخوان وبأقلامهم نفسها يدافعون عنهم.. شيء من الخيال لمن يريد معرفة السبب
ومسألة الاختراق للصحف معروفة لكنها زادت في الفترة الحالية ومن خلال وثائق في القضية التي يحاكم فيها قادة الذراع المالية للجماعة تؤكد خطط الاختراق لوسائل الاعلام المحلية والدولية, وهذا ما يكشف عنه أحد القيادات التنظيمية القريبة من مكتب الارشاد, فيذكر التفاصيل وأسماء الذين يلعبون دورا لحساب التنظيم المحظور وقال الرجل لـ الأهرام لماذا فكروا في بعض الصحف الخاصة وجاءت ردوده كما يأتي: حاولنا شراء بعض الصحف التي تصدر بالفعل سواء عن طريق الأحزاب أو الخاصة, ووجدنا أن معظم تلك الصحف تخشي التعامل معنا حتي لا يتكرر ما حدث مع صحيفتي الشعب والحقيقة, فكانت خطة التنظيم السري تأجير صفحات في عدد من الصحف اليومية والأسبوعية الخاصة, تبدأ من صفحتين في صحيفة أو صفحة في أخري, واستغلال حاجة تلك الصحف للأموال ودفعها الي زيادة عدد الصفحات التي تتبني مواقف الجماعة ونوابها في البرلمان, وحركة الكوادر في المحافظات والقطاعات الطلابية والعمالية مع التزام الجماعة بتحديد حجم الأموال التي تدفع لهذه الصحف مقابل زيادة الصفحات الإعلانية بما يوازي المساحات التحريرية والتي تحمل النشرات اليومية الصادرة عن مكتب الارشاد وكتلتهم البرلمانية وتكليف مراسلي هذه الصحف بنشر تلك الموضوعات,
لكن الأهم أن هناك مراسلين معتمدين داخل مكتب الارشاد ـ علي غرار مؤسسات الدولة ـ وهؤلاء معظمهم من غير أعضاء النقابة وبعضهم نقلتهم الجماعة من محافظاتهم الأصلية للاقامة في القاهرة لمتابعة نشاطهم باعتبارهم عيونهم في تلك الصحف, والذين ينقلون يوميا كل الأخبار والتصريحات والتقارير والتي عادة ما تتم صياغتها من اللجنة الاعلامية المكلفة بهذه المسئولية وارسالها الي مندوبي هذه الصحف, مع دعمها بالصور الفوتوغرافية, أو من خلال البث العاجل من الأجهزة المتطورة والتركيز علي الأوضاع الداخلية والقضايا ذات الصبغة الانسانية التي تحرك مشاعر الناس, مثل التعذيب, وهي من أبرز القضايا التي يعمل التنظيم علي الترويج لها, وفي حالة حدوث واقعة من هذه النوعية يتحرك مكتب الارشاد والنواب ويتم الاتصال شخصيا بمسئولي مكاتب الفضائيات العربية والأجنبية ومكاتب الصحف ووكالات الانباء وكذلك الصحف الخاصة والحزبية, فهي القضية التي تدغدغ مشاعر الجماعة وتدفع القيادات الي التركيز الاعلامي عليها واستغلالها في الهجوم علي الدولة وأجهزتها ومحاولة فضحها أمام الرأي العام الدولي, وهي التي تسمي في الجماعة خبطات اعلامية, وتتم محاولة الصاق الاتهامات واثبات وقوع التعذيب بالكاميرات الديجتال والمحمول واستخدام المجني عليهم وأسرهم كشهود والدفع بهم الي الفضائيات, بل والتنسيق مع مسئولي تلك الصحف لإجراء المقابلات مع هؤلاء الأشخاص مثلما يحدث أيضا في الانتخابات والتحرك نحو لجان معينة لمحاولة اثبات وقوع تزوير بها وترويج ذلك إعلاميا بنفس الطرق المتبعة, ويذكر أن لجنة مكلفة من مكتب الارشاد للتنسيق مع احدي الصحف الخاصة, واسناد حلقة الاتصال لعضوين هما المكلفان بالتعامل اليومي مع الصحيفة وأحدهما نقل خصيصا من الاسكندرية واقام في شقة بالهرم, ثم نقل أخيرا للاقامة في مدينة نصر, وهذا الشاب مهمته فقط الجماعة والصحيفة, وتحدث أيضا عن التكليفات التي تصدر بارسال النشرات اليومية عبر المواقع المختلفة واستثمار أصحاب الأقلام المعروفة, خاصة من يتبنون أفكار الدولة الدينية لاستخدامهم في الترويج للملفات التي يهتم بها الاخوان بشكل أساسي وأحدهم كاتب كبير له علاقات وطيدة مع حماس وقبلها مع ايران, وهو علي تواصل مع المحظورة وقادتها بل والهجوم لكل من يقترب من الجماعة, سواء في الدولة أو الأمن والصحفيين ويصفهم بنفس الأوصاف التي تنطبق عليه من العمالة للإخوان ولإيران.
وتتحدث القيادة الاخوانية عن طريقة الشراء والاختراقات من الجماعة لبعض الصحف ووسائل الإعلام: الاسلوب في الأساس يعتمد علي الاعلانات الخاصة بالشركات المملوكة للتنظيم أو المساهمين فيها والتبرعات وتعيين صحفيين منتمين للجماعة في هذه الصحف, مع تكفل الاخوان بالرواتب, ممثلة في ضمان زيادة توزيع الصحيفة بتكليف الكوادر بالشراء, وساق العديد من الأمثلة لصحف ومجلات يومية وأسبوعية, والتي تتبني قضايا الجماعة وتروج لبرامجها وأفكارها واستغلالها في الدعاية لمرشحيها في الانتخابات, مثلما حدث في الشعب والشوري وهي تستعد الآن لمن ستدفع بهم الجماعة لخوض انتخابات الصحفيين, وتستفيد الجماعة من علاقاتها وسيطرتها الاعلامية من خلال عمليات الشراء لبعض الصحف بتوجيهها نحو القضايا التي تخوضها الجماعة ونوابها في البرلمان, والتنسيق مع بعض القنوات الفضائية والتي تهتم بإثارة مثل هذه النوعية, وهي رغبة التنظيم السري في ممارسة الضغوط الاعلامية اعتقادا بأنها ستدفع أجهزة الأمن الي عدم مواصلة ضرباتها الي الكوادر الاخوانية أو للضغط علي المحكمة العسكرية التي تحاكم خيرت الشاطر وأعوانه لإرهابها وتخويفها حتي لا تصدر أحكاما علي قادة التمويل والاستثمار في المحظورة, ونفس المنطق الهجوم علي النيابة العامة حتي تفرج عن أموال وشركات الاخوان المتحفظ عليها علي ذمة القضية العسكرية, مع استغلال ذلك في الترويج لأفكارهم لكسب التعاطف أمام المجتمع الدولي والادعاء بأن الحكومة تضطهدهم, لكن الواقع عكس ما يدعون فمن يتابع ويقرأ يوميا يري وجود الجماعة سواء في المؤتمرات التي تعقدها في مقرات نوابها والنقابات أو في الصحف والفضائيات ويذهبون لقضاء المصيف في الساحل الشمالي ومرسي مطروح, ورموز منهم تسافر الي خارج البلاد للمشاركة في الندوات والمؤتمرات الدولية ومقابلة مندوبي أجهزة الاستخبارات الأجنبية ولا أحد يعرف الشكاوي التي تثار حول القيود المفروضة عليهم, اللهم إلا اذا كان القيد هو تشكيل الحكومة, وفي هذه الحالة فالأمر سيكون من الخيال وهي أحلام تراودهم منذ مرشدهم الأول