:علاقة الاخوان بجمال عبد الناصر
في صباح انقلاب يوليو 52 استدعي الاستاذ حسن عشماوى الي مقر القيادة وطلب منه أن يصدر المرشد بيانا لتأييد حركة الضباط و لكن المرشد ظل في مصيفه و لاذ بالصمت و لم يعد للقاهرة الا بعد عزل الملك فاروق عندما قابل عبد الناصر بعد ذلك طلب منه تطبيق أحكام القرآن في الحال فرد عليه الضابط الحر (( انهم قاموا بالانقلاب ضد الظلم الاجتماعي و الاستبداد السياسي و الاستعمار البريطاني وهي بذلك تطبيقا لتعاليم القرآن )) المرشد المغرور بقوة جماعته حاول فرض وصايته علي شباب الضباط فطلب من عبد الناصر كي تؤيدهم جماعته اى تؤيد الضباط الاحرار (( ان يعرض علي الاخوان أى تصرف لهم قبل اقراره و انتقد ان يكون الحد الادني للملكيه الزراعيه 200 فدان مفضلا ان نكون500 لو انها كانت قد عرضت عليه )) و اختلف الفاشستيان العسكرى و الديني رغم (ارجو ان نتنبه لهذا ) ان الضباط عندما حلوا الاحزاب تركوا الجماعه دون حل و طلبوا من علي ماهر أول رئيس وزراء بعد الثوره التحقيق في جريمة مقتل المرشد السابق..و.. أن يصدر عفوا عن المعتقلين و المسجونين الاخوان( نفذ ذلك فعلا) لقد ارتكب عبد الناصر خطأ الافراج عنهم فطعنوا الايدى التي امتدت لهم و حاولوا اغتياله وها نحن نكرر نفس الاخطاء و كأننا لا نتعلم من التاريخ .
أصدر مجلس قيادة الثورة عفواً خاصاً عن قتلة المستشار احمد الخازندار من أعضاء الجهاز الخاص للإخوان المسلمين وعن بقية المسجونين في قضية اغتيال رئيس الوزراء النقراشي باشا، بالإضافة إلى العفو عن المحكوم عليهم في قضية إحراق مدرسة الخديوية الثانوية للبنات من قبل المتشددين في جماعة الإخوان المسلمين.. وقد خرج كل هؤلاء المعفو عنهم من قبل مجلس قيادة ثورة 23 يوليو من السجن إلى مقر الجماعة وسط مظاهرة سياسية عقدوا في ختامها مهرجاناً خطابياً كبيراً.
بعد ذلك اصدر مجلس قيادة الثورة قراراً خاصاً بالعفو الشامل عن كافة المعتقلين السياسيين باستثناء الشيوعيين وبلغ عدد المفرج عنهم 934 معتقلاً معظمهم من الإخوان المسلمين.. كما قامت الثورة بتقديم خصم الإخوان اللدود إبراهيم عبد الهادي باشا إلى المحاكمة بتهمة تعذيب "الإخوان المسلمين". كانت الثورة أقرت تشكيل حكومة برئاسة محمد نجيب بالإضافة إلى منصبه كرئيس لمجلس قيادة الثورة على أن يكون للإخوان حقائب وزارية منها وزيران أو ثلاثة.. وقد اتصل المشير عبدالحكيم عامر ظهر يوم 7 سبتمبر 1952م بالمرشد العام الذي رشح وزيرين من الجماعة هما: الشيخ احمد حسن الباقوري عضو مكتب الإرشاد والأستاذ احمد حسني. وبعدها ببضعة ساعات حضر إلى مبنى القيادة بكوبري القبة الأستاذان حسن العشماوي ومنير الدولة وقابلا جمال عبدالناصر وقالا إنهما قادمان ليدخلا الوزارة وموفدان من المرشد العام فرد عليهما جمال عبدالناصر بقوله: إنه ابلغ الشيخ الباقوري واحمد حسني بالترشيح وسوف يحضران بعد ساعة من الآن ليحلفا اليمين.اتصل عبدالناصر بالمرشد العام فوراً ليستوضح منه سبب تغيير أسماء المرشحين بعد أن تم إبلاغ الباقوري وحسني، فرد المرشد العام بأنه سيدعو مكتب الإرشاد للاجتماع بعد قليل وسوف يرد بعد ذلك على جمال عبدالناصر ولكنه لم يرد فعاود جمال عبدالناصر الاتصال به ففوجئ برد المرشد العام الذي أفاده بأن مكتب الإرشاد قرر عدم الاشتراك في الحكومة الجديدة، وعندما قال له جمال عبدالناصر إن مجلس قيادة الثورة ابلغ الشيخ الباقوري واحمد حسني وأنهما سيحضران بعد قليل لأداء اليمين رد عليه المرشد العام قائلاً" :نحن رشحنا صديقين للإخوان ولا نوافق على اشتراك الإخوان في الوزارة"؟!!
في اليوم التالي نشرت الصحف المصرية تشكيل الوزارة الجديدة بعد أداء اليمين وكان ضمن أعضائها الشيخ احمد حسني الباقوري عضو مكتب الإرشاد وزيراً للأوقاف، فاجتمع مكتب الإرشاد وقرر فصل الشيخ الباقوري من جماعة الإخوان المسلمين واستدعى عبدالناصر الأستاذ حسن العشماوي وعاتبه على هذا التصرف وهدد بنشر جميع التفاصيل التي لازمت تشكيل الوزارة لكن العشماوي رجاه عدم النشر حتى لا تحدث مشكلة مع صفوف الإخوان تسيء إلى موقف المرشد العام.
وتحدث اللواء محمد نجيب في كتاب له تضمن مذكراته عن بعض القضايا التي تتعلق بالإخوان المسلمين حيث قال: "حاول الإخوان المسلمون الاتصال في ديسمبر 1953م عن طريق محمد رياض الذي اتصل به حسن العشماوي ومنير الدولة وطلبوا أن تتم مقابلة سرية بيني وبينهم واقترحوا مكاناً للمقابلة منزل الدكتور اللواء احمد الناقة الضابط بالقسم الطبي في الجيش وكانت هذه مفاجأة لأنني عرفت لأول مرة أن للدكتور احمد الناقة ارتباطاً بالإخوان المسلمون ورفضت فكرة الاجتماع السري بهم وأبلغتهم بواسطة محمد رياض أنني مستعد لمقابلتهم في منزلي أو مكتبي، لكنهم اعتذروا عن ذلك وطلبوا أن أفوض مندوباً عني للتباحث معهم فوافقت وعينت محمد رياض ممثلاً عني للاجتماع معهم بعد أن زودته بتعليماتي واجتمع محمد رياض بممثلي الإخوان المسلمين حسن العشماوي ومنير الدولة عدة مرات"!!
بحسب المذكرات أوضح محمد رياض لممثلي الإخوان رأي محمد نجيب في إنهاء الحكم العسكري الحالي وعودة الجيش إلى ثكناته وإقامة الحياة الديمقراطية البرلمانية وعودة الأحزاب وإلغاء الرقابة على الصحف، ولكنهم لم يوافقوا على ذلك بل طالبوا ببقاء الحكم العسكري الحالي وعارضوا إلغاء الأحكام العرفية وطالبوا باستمرار الأوضاع كما هي على أن ينفرد محمد نجيب بالحكم وإقصاء جمال عبدالناصر وباقي أعضاء مجلس قيادة الثورة وأن يتم أيضاً تشكيل حكومة مدنية لا يشترك فيها الإخوان المسلمون، ولكن يتم تأليفها بموافقتهم.
كما طالب الإخوان بتعيين رشاد مهنا وهو "إخواني" قائداً عاماً للقوات المسلحة بالإضافة إلى تشكيل لجنة سرية استشارية يشترك فيها بعض العسكريين الموالين لمحمد نجيب، وعدد مساوٍ لهم من "الإخوان المسلمين" بحيث يتم عرض القوانين على هذه اللجنة قبل إقرارها كما تعرض على هذه اللجنة الاستشارية السرية سياسة الدولة العامة وأسماء المرشحين "للمناصب الكبرى".ويضيف محمد نجيب في مذكراته: (كان الإخوان المسلمون يريدون بذلك السيطرة الخفية على الحكم دون أن يتحملوا المسؤولية)، ثم يمضي قائلاً: "رفضت جميع هذه الاقتراحات وانتهت المفاوضات السرية التي جرت بين محمد رياض وموفدي الإخوان المسلمين.. وقد تعرض محمد رياض للمتاعب في وقت لاحق بعد أن اعترف الصاغ حسن حمودة ــ وكان من الإخوان المسلمين ــ أمام المحكمة في شهر نوفمبر 1954م، بأن اتصالاً سرياً تم بيني والإخوان المسلمين بواسطة محمد رياض وذكر أمام المحكمة أرائي التي نقلها محمد رياض إلى حسن عشماوي ومنير الدولة، وصدر أمر بالقبض على محمد رياض بتهمة التخطيط لانقلاب على مجلس قيادة الثورة بالتعاون مع الإخوان المسلمين، ولكنه استطاع الهرب إلى الممملكة العربية السعودية بالطائرة"
اما عن جمال عبدالناصر لم يدرك مدى خطورة الإخوان إلا في الخمسينات، عندما علم أن للإخوان علاقات مباشرة مع الاستخبارات البريطانية والأميركية والسوفيتية والفرنسية
: القضية الفلسطينية كنز لا يفنى
وقد كانت القضية الفلسطينية الورقة الرابحة بالنسبة للجماعة، واكتسبوا الزخم لدعوتهم بفضلها، إذ لعبت الحروب العربية اليهودية دوراً في تفشي الفوضى في الوطن العربي بعد هزيمة الجيوش العربية أمام إسرائيل، بينما ظل الإخوان مستمرين في بناء وحداتهم الشبه عسكرية والمدعومة من بعض الدول العربية، وكانت القضية الفلسطينية الدعاية التي استغلاها الإخوان لترويج أنفسهم سعياً وراء السلطة وظل البريطانيون يدعمون إخوان مصر ويعززون علاقاتهم بنظرائهم في الوطن العربي، وخير مثال على ذلك مفتي القدس أمين الحسيني، الذي يعود تاريخ تعاونه مع الإخوان بوساطة انكليزية إلى العام 1935 عندما تم ترتيب لقاء بينه وبين عبدالرحمن شقيق حسن البنا، وتم الاتفاق بينهما على تعزيز الأصولية الإسلامية بمباركة بريطانية بهدف القضاء على القومية العربية أو أية قوى عربية أخرى كالشيوعية أو اليسارية أو العلمانية والغريب أن إسرائيل هي الأخرى دخلت الساحة الأصولية وقررت دعم الحركات الإسلامية للقضاء على القومية العربية، نظراً لخطورة الدعوة القومية على أمنها ففى كتاب التنظيم السري للإخوان المسلمون لعلى عشماوى أخر قيادات التنظيم الخاص للجماعة فى الخمسينات يقول: علاقة الإخوان المسلمون باللوبى اليهودى داخل مصر بدأت من خلال مؤسستهم التجارية بالجيزة عام 1954 وكان التاجر اليهودى فيكتور نجرين هو من يتولى التوريدات التجارية لمؤسستهم إضافة إلى تردد قياداتهم على بيوت الدعارة آنذاك وعندما قامت حرب 1956 قام الإخوان بتهريب عشرات اليهود من داخل مصر إلى خارجها عبر السويس وغيرها وبذلك فهى أول جماعة طبعت مع إسرائيل منذ قيامها عام 1948 ولا يجب أن ننخدع بخطاب الإخوان الزائف التمويهى ضد إسرائيل والأمريكان !!.، وبسبب هذا التخوف كانت الجماعة تحقق قفزات متتالية، ونجح سيد رمضان، صهر حسن البنا، في تشكيل أفرع للإخوان في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا، بدعوى الإعداد لمحاربة إسرائيل، وذلك ما لم يتم!
يُعرف عن أمين الحسيني كرهه لليهود، وسبق للزعيم النازي ادولف هتلر استقباله لدعم القضية الفلسطينية، ويُذكر أنه درس في الجامع الأزهر، ولكنه فشل في إكمال دراسته، ثم عمل مترجماً لوكالة رويترز للأخبار في القدس، وتعرض للاعتقال عام 1920، ولكن البريطانيين اطلقوا سراحه، ثم قاموا بترقيته وتعيينه مفتياً للقدس رغم أنه لا يتمتع بمؤهلات علمية
بل أن البريطانيين قاموا بتزوير الانتخابات بقصد تعيينه مفتياً عام 1921، ولكنه اقيل من هذا المنصب عام 1937 بعد اكتشاف علاقته مع النازية الألمانية، ولكن البريطانيين سرعان ما قاموا إثر الإقالة بإنشاء "المجلس الإسلامي الأعلى" عام 1938 وعينوه رئيساً عليها، وكان المجلس مسؤولاً عن الأوقاف الإسلامية.وسبق للحسيني إقامة مؤتمر إسلامي في القدس عام 1931 بدعم مباشر من جماعة الإخوان، ثم سافر إلى بلدان عدة لجمع المال وحشد الدعم، وقبل ذلك كان مسؤولاً في برلين عن النشرات الألمانية الدعائية المؤيدة لهم في منطقة الشرق الأوسط، كما ساهم في تأسيس شبكة من الجواسيس، كان أغلبهم من البوسنيين المسلمين، ولكنه غادر ألمانيا بعد انهزامها في الحرب، وذهب إلى فرنسا، لكن البريطانيين قرروا استغلال نفوذه ودعايته السياسية بدلاً من اعتقاله، فأرسلوه إلى مصر عام 1946 في ضيافة الملك فاروق.من المهام التي أوكلتها الاستخبارات البريطانية للحسيني الاشراف على محطة الشرق الأدنى الإذاعية، وقد انبهر البريطانيون بكفاءة الحسيني في حشد عواطف الناس، وفي العام نفسه قام الحسيني وحسن البنا بتشكيل قوات شبه عسكرية تحت مسمى "المنقذين"، بلغ تعدادها نحو 10 آلاف فرد مسلح، وفي عام 1947 عاد الحسيني إلى غزة ليعلن قيام الدولة الفلسطينية وينصّب نفسه رئيساً لها.لكن الحسيني لم يهنأ كثيراً بذلك التنصيب بعد هزيمة الجيوش العربية 1948 أمام إسرائيل، فقام الإخوان على الفور باستغلال الهزيمة لإشاعة الفوضى والخراب في مصر، لتنتهي سنوات العسل بين الملك وبين الإخوان الذين فضلوا الانقلاب عليه.أعلن الملك حظر تنظيم الإخوان، فكانت ردة الفعل الإخوانية عنيفة، وقاموا باغتيال رئيس الحكومة المصرية محمود فهمي النقراشي باشا في العام نفسه 1948
الاخوان منذ اوائل 1953 أصبحت لهم أجندتهم الخاصه عدم الاشتراك في الوزارة و عندما اشترك الباقورى فصلوة ..،معاداة هيئة التحرير علي اساس انه ((ما دام الاخوان قائمين فليس هناك ما يدعو لتاليف هيئه لكم )) هكذا قال الهضيبي لعبد الناصر ..،الاتصال بالانجليز (مستر ايفانز مع منير الدله و صالح ابو رفيق ),,، تكثيف نشاطهم داخل القوات المسلحه و البوليس بعمل تنظيم سرى تابع للاخوان بين الضباط و ضباط الصف ..، السيطره علي نقابات العمال ثم المهنين ..،تشكيل الجهاز السرى و تسليحة و اعدادة لمعركه فاصله مع النظام الجيد.
في الاحتفال بذكرى( الشهداء ) المنسي و شاهين أقامت الجماعه يوم 12فبراير احتفالا في جامعتي القاهرة و الاسكندريه في وقت واحد وخططوا للاحتفال أن يظهر مدى نفوذهم السياسي وقوتهم وأن زمام الجامعه في يدهم دون غيرهم رتب لهذا أعضاء الجماعه ( عبد الحكيم عابدين و حسن دوح و محمود ابو شلوع ) كما نسقوا مع الطلبه الشيوعيين في الجامعتين .. الطلبه الاخوان رفضوا تواجد أفراد منظمات الشباب و استولوا علي الميكرفونات ثم أحضروا للمنصه (( نواب صفوى الايراني زعيم فدائيين اسلام)) و هتفوا هتافهم التقليدى ((الله اكبر و لله الحمد )) وعندما عارضهم طلبه منظمات الشباب (( اللة اكبر و العزة لمصر)) هاجموا الهاتفين بالكرابيج و العصي و قلبوا عربه الميكرفون و أحرقوها و اصيب البعض .
هؤلاء هم الاخوان هل غير الزمن من سلوكهم في ميدان التحرير بعد نصف قرن .. وهكذا قرر مجلس قيادة الثوره يوم 14 يناير 1954 اعتبار جماعه الاخوان حزب سياسي يطبق عليه قرار حل الاحزاب و من يومها أصبحت الجماعه المحظوره.
لا أريد ان اثقل بتفاصيل الشد و الجذب بين عبد الناصر و الاخوان ولكنهم لم يملوا من الهجوم عليه ..بالمنشورات (( ارسل الاخوان يوم 27 ابريل 1954 خطابا مفتوحا يطالبون باعاده الحياه النيابيه و الغاء الاحكام العرفيه و ان يترك حكم البلد لرجال السياسه و يعود رجال الجيش لثكناتهم )) هل هناك جديد يقدمونه اليوم !! ، ثم بالخطابه في المساجد (( خطب عبد البديع شريف يوم الجمعه 26/4/54 قال :اننا لن نستسلم للمتحمسين المهرجين ( يقصد الضباط ) اننا لن نستسلم للمتحمسين المضللين )) .. مشهور حسن حمودة يوم الجمعه 30 / 7 / 54 (( ان الاتفاق الذى تم اخيرا لم تراعي فيه مصالح مصر و انها مصلحة المستعمر وقد وقعها الجانب المصرى للاحتفاظ بمراكزه في الحكم و ان الشعب يساق الي تلك الاتفاقيه كالاغنام حيث انه مسلوب الاراده و الحريه ان الاسلام لا يقر و لا يعترف بتلك الاتفاقيات الباطله )) هل لدى الاخوان تاريخيا ما يقدمونه الا الضرب في الظهر و التآمر علي اتفاق و معاهدة كامب دافيد و اعلان الجهاد ضدها ...، الاشاعات في يوم 28 / 8 / 1954 القي محمد محمد ماضي المدرس بمعلمات شبرا (من الاخوان) كلمه استعرض فيها الموقف فقال وصلتنا أخبار و مصدرها راديو اسرائيل بان الحكومه اعتقلت عددا كبيرا من الاخوان كما اذيع أن عددا من ضباط الجيش يبلغ الاربعين قد اعتقلوا.
محمود عبد اللطيف حاول اغتيال عبد الناصر في ميدان المنشيه يوم الثلاثاء 26 اكتوبر 1954 وهو يخطب في الجماهير بان أطلق علية ثماني رصاصات (( اذا قتلوني فقد علمتكم العزة فليقتلوني الان فقد أنبت في هذا الوطن الحريه و العزة و الكرامه )) ثم خاض النظام حربا ضروس علي الاخوان الذين هربوا الي حضن السعوديه في دوره عماله جديده لريالات الملك سعود ثم فيصل لا زالت قائمه ليومنا هذا.
أصدر مجلس قيادة الثورة عفواً خاصاً عن قتلة المستشار احمد الخازندار من أعضاء الجهاز الخاص للإخوان المسلمين وعن بقية المسجونين في قضية اغتيال رئيس الوزراء النقراشي باشا، بالإضافة إلى العفو عن المحكوم عليهم في قضية إحراق مدرسة الخديوية الثانوية للبنات من قبل المتشددين في جماعة الإخوان المسلمين.. وقد خرج كل هؤلاء المعفو عنهم من قبل مجلس قيادة ثورة 23 يوليو من السجن إلى مقر الجماعة وسط مظاهرة سياسية عقدوا في ختامها مهرجاناً خطابياً كبيراً.
بعد ذلك اصدر مجلس قيادة الثورة قراراً خاصاً بالعفو الشامل عن كافة المعتقلين السياسيين باستثناء الشيوعيين وبلغ عدد المفرج عنهم 934 معتقلاً معظمهم من الإخوان المسلمين.. كما قامت الثورة بتقديم خصم الإخوان اللدود إبراهيم عبد الهادي باشا إلى المحاكمة بتهمة تعذيب "الإخوان المسلمين". كانت الثورة أقرت تشكيل حكومة برئاسة محمد نجيب بالإضافة إلى منصبه كرئيس لمجلس قيادة الثورة على أن يكون للإخوان حقائب وزارية منها وزيران أو ثلاثة.. وقد اتصل المشير عبدالحكيم عامر ظهر يوم 7 سبتمبر 1952م بالمرشد العام الذي رشح وزيرين من الجماعة هما: الشيخ احمد حسن الباقوري عضو مكتب الإرشاد والأستاذ احمد حسني. وبعدها ببضعة ساعات حضر إلى مبنى القيادة بكوبري القبة الأستاذان حسن العشماوي ومنير الدولة وقابلا جمال عبدالناصر وقالا إنهما قادمان ليدخلا الوزارة وموفدان من المرشد العام فرد عليهما جمال عبدالناصر بقوله: إنه ابلغ الشيخ الباقوري واحمد حسني بالترشيح وسوف يحضران بعد ساعة من الآن ليحلفا اليمين.اتصل عبدالناصر بالمرشد العام فوراً ليستوضح منه سبب تغيير أسماء المرشحين بعد أن تم إبلاغ الباقوري وحسني، فرد المرشد العام بأنه سيدعو مكتب الإرشاد للاجتماع بعد قليل وسوف يرد بعد ذلك على جمال عبدالناصر ولكنه لم يرد فعاود جمال عبدالناصر الاتصال به ففوجئ برد المرشد العام الذي أفاده بأن مكتب الإرشاد قرر عدم الاشتراك في الحكومة الجديدة، وعندما قال له جمال عبدالناصر إن مجلس قيادة الثورة ابلغ الشيخ الباقوري واحمد حسني وأنهما سيحضران بعد قليل لأداء اليمين رد عليه المرشد العام قائلاً" :نحن رشحنا صديقين للإخوان ولا نوافق على اشتراك الإخوان في الوزارة"؟!!
في اليوم التالي نشرت الصحف المصرية تشكيل الوزارة الجديدة بعد أداء اليمين وكان ضمن أعضائها الشيخ احمد حسني الباقوري عضو مكتب الإرشاد وزيراً للأوقاف، فاجتمع مكتب الإرشاد وقرر فصل الشيخ الباقوري من جماعة الإخوان المسلمين واستدعى عبدالناصر الأستاذ حسن العشماوي وعاتبه على هذا التصرف وهدد بنشر جميع التفاصيل التي لازمت تشكيل الوزارة لكن العشماوي رجاه عدم النشر حتى لا تحدث مشكلة مع صفوف الإخوان تسيء إلى موقف المرشد العام.
وتحدث اللواء محمد نجيب في كتاب له تضمن مذكراته عن بعض القضايا التي تتعلق بالإخوان المسلمين حيث قال: "حاول الإخوان المسلمون الاتصال في ديسمبر 1953م عن طريق محمد رياض الذي اتصل به حسن العشماوي ومنير الدولة وطلبوا أن تتم مقابلة سرية بيني وبينهم واقترحوا مكاناً للمقابلة منزل الدكتور اللواء احمد الناقة الضابط بالقسم الطبي في الجيش وكانت هذه مفاجأة لأنني عرفت لأول مرة أن للدكتور احمد الناقة ارتباطاً بالإخوان المسلمون ورفضت فكرة الاجتماع السري بهم وأبلغتهم بواسطة محمد رياض أنني مستعد لمقابلتهم في منزلي أو مكتبي، لكنهم اعتذروا عن ذلك وطلبوا أن أفوض مندوباً عني للتباحث معهم فوافقت وعينت محمد رياض ممثلاً عني للاجتماع معهم بعد أن زودته بتعليماتي واجتمع محمد رياض بممثلي الإخوان المسلمين حسن العشماوي ومنير الدولة عدة مرات"!!
بحسب المذكرات أوضح محمد رياض لممثلي الإخوان رأي محمد نجيب في إنهاء الحكم العسكري الحالي وعودة الجيش إلى ثكناته وإقامة الحياة الديمقراطية البرلمانية وعودة الأحزاب وإلغاء الرقابة على الصحف، ولكنهم لم يوافقوا على ذلك بل طالبوا ببقاء الحكم العسكري الحالي وعارضوا إلغاء الأحكام العرفية وطالبوا باستمرار الأوضاع كما هي على أن ينفرد محمد نجيب بالحكم وإقصاء جمال عبدالناصر وباقي أعضاء مجلس قيادة الثورة وأن يتم أيضاً تشكيل حكومة مدنية لا يشترك فيها الإخوان المسلمون، ولكن يتم تأليفها بموافقتهم.
كما طالب الإخوان بتعيين رشاد مهنا وهو "إخواني" قائداً عاماً للقوات المسلحة بالإضافة إلى تشكيل لجنة سرية استشارية يشترك فيها بعض العسكريين الموالين لمحمد نجيب، وعدد مساوٍ لهم من "الإخوان المسلمين" بحيث يتم عرض القوانين على هذه اللجنة قبل إقرارها كما تعرض على هذه اللجنة الاستشارية السرية سياسة الدولة العامة وأسماء المرشحين "للمناصب الكبرى".ويضيف محمد نجيب في مذكراته: (كان الإخوان المسلمون يريدون بذلك السيطرة الخفية على الحكم دون أن يتحملوا المسؤولية)، ثم يمضي قائلاً: "رفضت جميع هذه الاقتراحات وانتهت المفاوضات السرية التي جرت بين محمد رياض وموفدي الإخوان المسلمين.. وقد تعرض محمد رياض للمتاعب في وقت لاحق بعد أن اعترف الصاغ حسن حمودة ــ وكان من الإخوان المسلمين ــ أمام المحكمة في شهر نوفمبر 1954م، بأن اتصالاً سرياً تم بيني والإخوان المسلمين بواسطة محمد رياض وذكر أمام المحكمة أرائي التي نقلها محمد رياض إلى حسن عشماوي ومنير الدولة، وصدر أمر بالقبض على محمد رياض بتهمة التخطيط لانقلاب على مجلس قيادة الثورة بالتعاون مع الإخوان المسلمين، ولكنه استطاع الهرب إلى الممملكة العربية السعودية بالطائرة"
اما عن جمال عبدالناصر لم يدرك مدى خطورة الإخوان إلا في الخمسينات، عندما علم أن للإخوان علاقات مباشرة مع الاستخبارات البريطانية والأميركية والسوفيتية والفرنسية
: القضية الفلسطينية كنز لا يفنى
وقد كانت القضية الفلسطينية الورقة الرابحة بالنسبة للجماعة، واكتسبوا الزخم لدعوتهم بفضلها، إذ لعبت الحروب العربية اليهودية دوراً في تفشي الفوضى في الوطن العربي بعد هزيمة الجيوش العربية أمام إسرائيل، بينما ظل الإخوان مستمرين في بناء وحداتهم الشبه عسكرية والمدعومة من بعض الدول العربية، وكانت القضية الفلسطينية الدعاية التي استغلاها الإخوان لترويج أنفسهم سعياً وراء السلطة وظل البريطانيون يدعمون إخوان مصر ويعززون علاقاتهم بنظرائهم في الوطن العربي، وخير مثال على ذلك مفتي القدس أمين الحسيني، الذي يعود تاريخ تعاونه مع الإخوان بوساطة انكليزية إلى العام 1935 عندما تم ترتيب لقاء بينه وبين عبدالرحمن شقيق حسن البنا، وتم الاتفاق بينهما على تعزيز الأصولية الإسلامية بمباركة بريطانية بهدف القضاء على القومية العربية أو أية قوى عربية أخرى كالشيوعية أو اليسارية أو العلمانية والغريب أن إسرائيل هي الأخرى دخلت الساحة الأصولية وقررت دعم الحركات الإسلامية للقضاء على القومية العربية، نظراً لخطورة الدعوة القومية على أمنها ففى كتاب التنظيم السري للإخوان المسلمون لعلى عشماوى أخر قيادات التنظيم الخاص للجماعة فى الخمسينات يقول: علاقة الإخوان المسلمون باللوبى اليهودى داخل مصر بدأت من خلال مؤسستهم التجارية بالجيزة عام 1954 وكان التاجر اليهودى فيكتور نجرين هو من يتولى التوريدات التجارية لمؤسستهم إضافة إلى تردد قياداتهم على بيوت الدعارة آنذاك وعندما قامت حرب 1956 قام الإخوان بتهريب عشرات اليهود من داخل مصر إلى خارجها عبر السويس وغيرها وبذلك فهى أول جماعة طبعت مع إسرائيل منذ قيامها عام 1948 ولا يجب أن ننخدع بخطاب الإخوان الزائف التمويهى ضد إسرائيل والأمريكان !!.، وبسبب هذا التخوف كانت الجماعة تحقق قفزات متتالية، ونجح سيد رمضان، صهر حسن البنا، في تشكيل أفرع للإخوان في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا، بدعوى الإعداد لمحاربة إسرائيل، وذلك ما لم يتم!
يُعرف عن أمين الحسيني كرهه لليهود، وسبق للزعيم النازي ادولف هتلر استقباله لدعم القضية الفلسطينية، ويُذكر أنه درس في الجامع الأزهر، ولكنه فشل في إكمال دراسته، ثم عمل مترجماً لوكالة رويترز للأخبار في القدس، وتعرض للاعتقال عام 1920، ولكن البريطانيين اطلقوا سراحه، ثم قاموا بترقيته وتعيينه مفتياً للقدس رغم أنه لا يتمتع بمؤهلات علمية
بل أن البريطانيين قاموا بتزوير الانتخابات بقصد تعيينه مفتياً عام 1921، ولكنه اقيل من هذا المنصب عام 1937 بعد اكتشاف علاقته مع النازية الألمانية، ولكن البريطانيين سرعان ما قاموا إثر الإقالة بإنشاء "المجلس الإسلامي الأعلى" عام 1938 وعينوه رئيساً عليها، وكان المجلس مسؤولاً عن الأوقاف الإسلامية.وسبق للحسيني إقامة مؤتمر إسلامي في القدس عام 1931 بدعم مباشر من جماعة الإخوان، ثم سافر إلى بلدان عدة لجمع المال وحشد الدعم، وقبل ذلك كان مسؤولاً في برلين عن النشرات الألمانية الدعائية المؤيدة لهم في منطقة الشرق الأوسط، كما ساهم في تأسيس شبكة من الجواسيس، كان أغلبهم من البوسنيين المسلمين، ولكنه غادر ألمانيا بعد انهزامها في الحرب، وذهب إلى فرنسا، لكن البريطانيين قرروا استغلال نفوذه ودعايته السياسية بدلاً من اعتقاله، فأرسلوه إلى مصر عام 1946 في ضيافة الملك فاروق.من المهام التي أوكلتها الاستخبارات البريطانية للحسيني الاشراف على محطة الشرق الأدنى الإذاعية، وقد انبهر البريطانيون بكفاءة الحسيني في حشد عواطف الناس، وفي العام نفسه قام الحسيني وحسن البنا بتشكيل قوات شبه عسكرية تحت مسمى "المنقذين"، بلغ تعدادها نحو 10 آلاف فرد مسلح، وفي عام 1947 عاد الحسيني إلى غزة ليعلن قيام الدولة الفلسطينية وينصّب نفسه رئيساً لها.لكن الحسيني لم يهنأ كثيراً بذلك التنصيب بعد هزيمة الجيوش العربية 1948 أمام إسرائيل، فقام الإخوان على الفور باستغلال الهزيمة لإشاعة الفوضى والخراب في مصر، لتنتهي سنوات العسل بين الملك وبين الإخوان الذين فضلوا الانقلاب عليه.أعلن الملك حظر تنظيم الإخوان، فكانت ردة الفعل الإخوانية عنيفة، وقاموا باغتيال رئيس الحكومة المصرية محمود فهمي النقراشي باشا في العام نفسه 1948
الاخوان منذ اوائل 1953 أصبحت لهم أجندتهم الخاصه عدم الاشتراك في الوزارة و عندما اشترك الباقورى فصلوة ..،معاداة هيئة التحرير علي اساس انه ((ما دام الاخوان قائمين فليس هناك ما يدعو لتاليف هيئه لكم )) هكذا قال الهضيبي لعبد الناصر ..،الاتصال بالانجليز (مستر ايفانز مع منير الدله و صالح ابو رفيق ),,، تكثيف نشاطهم داخل القوات المسلحه و البوليس بعمل تنظيم سرى تابع للاخوان بين الضباط و ضباط الصف ..، السيطره علي نقابات العمال ثم المهنين ..،تشكيل الجهاز السرى و تسليحة و اعدادة لمعركه فاصله مع النظام الجيد.
في الاحتفال بذكرى( الشهداء ) المنسي و شاهين أقامت الجماعه يوم 12فبراير احتفالا في جامعتي القاهرة و الاسكندريه في وقت واحد وخططوا للاحتفال أن يظهر مدى نفوذهم السياسي وقوتهم وأن زمام الجامعه في يدهم دون غيرهم رتب لهذا أعضاء الجماعه ( عبد الحكيم عابدين و حسن دوح و محمود ابو شلوع ) كما نسقوا مع الطلبه الشيوعيين في الجامعتين .. الطلبه الاخوان رفضوا تواجد أفراد منظمات الشباب و استولوا علي الميكرفونات ثم أحضروا للمنصه (( نواب صفوى الايراني زعيم فدائيين اسلام)) و هتفوا هتافهم التقليدى ((الله اكبر و لله الحمد )) وعندما عارضهم طلبه منظمات الشباب (( اللة اكبر و العزة لمصر)) هاجموا الهاتفين بالكرابيج و العصي و قلبوا عربه الميكرفون و أحرقوها و اصيب البعض .
هؤلاء هم الاخوان هل غير الزمن من سلوكهم في ميدان التحرير بعد نصف قرن .. وهكذا قرر مجلس قيادة الثوره يوم 14 يناير 1954 اعتبار جماعه الاخوان حزب سياسي يطبق عليه قرار حل الاحزاب و من يومها أصبحت الجماعه المحظوره.
لا أريد ان اثقل بتفاصيل الشد و الجذب بين عبد الناصر و الاخوان ولكنهم لم يملوا من الهجوم عليه ..بالمنشورات (( ارسل الاخوان يوم 27 ابريل 1954 خطابا مفتوحا يطالبون باعاده الحياه النيابيه و الغاء الاحكام العرفيه و ان يترك حكم البلد لرجال السياسه و يعود رجال الجيش لثكناتهم )) هل هناك جديد يقدمونه اليوم !! ، ثم بالخطابه في المساجد (( خطب عبد البديع شريف يوم الجمعه 26/4/54 قال :اننا لن نستسلم للمتحمسين المهرجين ( يقصد الضباط ) اننا لن نستسلم للمتحمسين المضللين )) .. مشهور حسن حمودة يوم الجمعه 30 / 7 / 54 (( ان الاتفاق الذى تم اخيرا لم تراعي فيه مصالح مصر و انها مصلحة المستعمر وقد وقعها الجانب المصرى للاحتفاظ بمراكزه في الحكم و ان الشعب يساق الي تلك الاتفاقيه كالاغنام حيث انه مسلوب الاراده و الحريه ان الاسلام لا يقر و لا يعترف بتلك الاتفاقيات الباطله )) هل لدى الاخوان تاريخيا ما يقدمونه الا الضرب في الظهر و التآمر علي اتفاق و معاهدة كامب دافيد و اعلان الجهاد ضدها ...، الاشاعات في يوم 28 / 8 / 1954 القي محمد محمد ماضي المدرس بمعلمات شبرا (من الاخوان) كلمه استعرض فيها الموقف فقال وصلتنا أخبار و مصدرها راديو اسرائيل بان الحكومه اعتقلت عددا كبيرا من الاخوان كما اذيع أن عددا من ضباط الجيش يبلغ الاربعين قد اعتقلوا.
محمود عبد اللطيف حاول اغتيال عبد الناصر في ميدان المنشيه يوم الثلاثاء 26 اكتوبر 1954 وهو يخطب في الجماهير بان أطلق علية ثماني رصاصات (( اذا قتلوني فقد علمتكم العزة فليقتلوني الان فقد أنبت في هذا الوطن الحريه و العزة و الكرامه )) ثم خاض النظام حربا ضروس علي الاخوان الذين هربوا الي حضن السعوديه في دوره عماله جديده لريالات الملك سعود ثم فيصل لا زالت قائمه ليومنا هذا.