محمد حامد أبو النصر: المرشد الرابع (1986 - 1996)

ولد محمد حامد أبو النصر في 6 ربيع الآخر 1331 هـ الموافق 25 مارس/ آذار 1913 في منفلوط التابعة لمحافظة أسيوط في مصر. وتنتمي أسرته إلى الشيخ علي أحمد أبو النصر أحد رواد الحركة الأدبية في مصر, واحداً من علماء الأزهر الشريف المعدودين في عصره. حصل الإمام على شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة، ثم تفرغ لرعاية أملاك الأسرة التي كانت واسعة الثراء.
كتب محمد حبيب فى مذاكراته عن محمد حامد ابوالنصر
بعد اشتداد المرض على التلمسانى استقرار الرأى على اختيار أبو النصر مرشدا للجماعة.. لتاريخه المشرف وجهاده الذى لا ينكر، وقال حبيب إنه أبلغ أبو النصر باختياره مرشدا فعلق قائلا: إذا كان اختياركم وقع على أبى النصر.. فهو النصر إن شاء الله وحكى عن قول أبو النصر إنه لن يتحمل مسؤولية الإرشاد سوى إخوان مصر لأنهم الذين يحددون من يتولى منصب المرشد، ثم دفاع أبو النصر دافع عن حق إخوان مصر -مهد الدعوة- فى الاختيار وتحديد المرشد العام للإخوان دون الانتقاص من حقوق الآخرين.. مصر بتاريخها ودورها المحورى والاستراتيجى هى القاطرة التى يمكن أن تشد من خلفها العالم العربى والإسلامى لقد ترك الأستاذ عمر التلمسانى أثرا لا يُمحى فقد استطاع أن يذود عن الدعوة بمواقفه وخطبه وقلمه وأن يعيد إليها رونقها وبهاءها وطهرها ونقاءها.. كان يتحرك على جميع الأصعدة والمستويات ى عهد الأستاذ محمد حامد أبو النصر، خاض الإخوان انتخابات مجلس الشعب المصرى عام 1987، بالتحالف مع حزبَى العمل والأحرار، حيث فازوا بـ36 مقعدا وكان هذا المجلس (1987-1990) من أفضل المجالس النيابية على الإطلاق، وكان أداء الإخوان فيه رائعًا فى عهده أيضا جرى احتلال العراق للكويت وحدوث حرب الخليج الثانية، ومؤتمر مدريد للسلام(!)، ودخول مصر فى مسلسل الإرهاب ودوامة العنف الدموى، الذى استمر حتى مذبحة الأقصر عام 1997 أى بعد وفاة الأستاذ أبو النصر بعام.. وكان الرجل ثابتا، صلبا، مقاوما، لم يهن ولم يلن، وظل شامخا إلى أن توفى -رحمه الله- عام 1996، وكنت وقتها فى السجن على الرغم من جدية وجندية الأستاذ محمد حامد أبو النصر، فإنه كان صاحب طرائف، فقد كان -رحمه الله- مشهورا بالكرم والجود، وله فيهما مواقف لا تُنسى، فى السجون وخارجها، ويكفى أن نقول إننا حينما كنا نذهب إليه، أعضاء المكتب الإدارى بأسيوط أو بعض أعضائه إلى مقره بمنفلوط، كان يولم لنا ولائم ضخمة، تقبع على قمتها الديكة الرومية، وكان يستدعى لذلك طباخًا ماهرا
أذكر أن الأخ المفضال الحاج أسعد زهران وكان مسؤول مكتب إدارى دمياط آنذاك، استضافنا نحن أعضاء مجلس الشعب المصرى (36 عضوا) ببيته فى رأس البر فى صيف عام 1987.. وكان ذلك بهدف مدارسة وتقويم التجربة البرلمانية خلال الأشهر الفائتة. وقد حضر إلينا كل أعضاء مكتب الإرشاد وفى مقدمتهم الأستاذ محمد حامد أبو النصر المرشد العام وحين جاء طعام الغداء، كان نصيب كل فرد منا 1/4 فرخة.. بعدها بستة أشهر تقريبا عقدنا اجتماعا لمجلس الشورى العام بمصر فى دار الدعوة بالتوفيقية فى القاهرة، وكان ضمن الحاضرين الحاج أسعد زهران، وجاء مقعده أمام الأستاذ أبو النصر مباشرة، وإذا به يفاجأ بالأستاذ المرشد، والمناقشات حامية الوطيس، يشير إليه أن يقترب منه ليسرّ إليه بأمر.. فماذا قال له المرشد؟ قال: 1/4 فرخة يا مفترى؟! رد الحاج أسعد قائلا: اعمل معروف يا فضيلة المرشد لا داعى للفضيحة كان الأستاذ أبو النصر -رحمه الله- صاحب مدرسة فى التربية، وكانت من عباراته الشهيرة: «القيادة جزء من الدعوة».. ليس بمعنى أن يكون للقيادة احترامها فحسب، ولكن ضرورة أن ترتفع القيادة من حيث «الروح والهمة والانضباط والقدوة» إلى مستوى الدعوة.. أيضا: «لا تأخذ شيئا بسيف الحياء».. وهو قول سديد، فلربما أوقعت من معك فى حرج شديد، فيضطروا إلى إعطائك ما تريد على غير رغبة منهم.. كذلك: «إياك وسيف الجماعة».. كأن تقول: الجماعة قالت.. أو الجماعة تريد.. لتأخذ حقا ليس لك فى الوقت الذى كان يعلى فيه قيمة الجندية والالتزام، كان -رحمه الله- يحرص على قيمة الفرد.. ومكانة الفرد.. إذ إن قيادة قطعان من الأغنام، لا تتساوى أبدا مع قيادة الأسود أو الأشبال.. فى الحالة الأخيرة فقط تستطيع أن تبلغ العلا وأن تصل إلى غاياتك ومراميك بعزة وكرامة.. كان يسأل عن الإخوان فردا فردا.. عن أحوالهم وظروفهم الحياتية والمعيشية، قبل أحوالهم الدعوية.. وهذا لَعَمْرى يدل على إنسانية رفيعة، هى أحوج ما نكون إليها، خصوصا فى هذا الزمان… رحم الله الأستاذ أبو النصر رحمة واسعة وجمعنا فى عِلِّيين
حدثت فى عهده اشد وقائع الاخوان وهو كشف خطة التمكين وكشف اعاده انتاج الجهاز السرى الذى تم ذكرهم مسبقا