: مذكرات الاستاذ علي عشماوي عن التنظيم السري للاخوان المسلمين
من هو على عشماوى ؟؟
علي عشماوي هو شاهد وفاعل ومسئول من أهل هذا التنظيم . وقد سجل المؤلف اعترافاته حول عضويته في جماعة الإخوان المسلمين ثم تجنيده في الجهاز السري أي التنظيم الخاص، ويجئ توقيت نشر الكتاب مع الصعود السياسي للإخوان في مصر، عام 2005 بنجاح 88 من مرشحيهم لمجلس الشعب، وكذلك نجاح فرعهم في فلسطين في الفوز بالانتخابات تحت اسم " حركة المقاومة الإسلامية" حماس، وتشكيلهم للحكومة الفلسطينية.
: يقول الاستاذ على عشماوي في كتابه
جرت محاولتان لاغتيال عبد الناصر والاستيلاء على الحكم ( 1954 و 1965 ). وحدثت مواجهات دموية بين نظام يوليو والإخوان
المسلمين بالفعل. وتم إعدام عدد من قيادات الإخوان في المناسبتين. وكان الذي يقود الإخوان المسلمين في محاولتي الانقلاب والاغتيال والاستيلاء على السلطة، تنظيم مدرب عسكريًا، من ذوي اللياقة البدنية العالية، وذوي التلقين العقيدي المتعمق، والمبرمجين على السمع والطاعة المطلقة. وكان هذا التنظيم شبه العسكري يعرف في صفوف الإخوان باسم "التنظيم الخاص "، وفي دوائر السلطة باسم " الجهاز السري ".
أن قيادة التنظيم الخاص كانت مخترقة من الأجهزة الغربية الاستعمارية وتعمل لحسابها، وأن جميع الأعمال الكبرى التى يتفاخر بها الإخوان فى تاريخهم قد تم تفريغها من نتائجها، فمثلاً حرب فلسطين التى يفخر بها الإخوان باستمرار، فإنهم لم يدخلوا إلا معارك قليلة جدًا فيها، ثم صدرت من الشيخ محمد فرغلى الأوامر بعدم الدخول فى معارك بحجة أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين، ولكن هذا كان مبرره فى الأساس لحماية اليهود من إحدى القوى الخطيرة إذا استعملت، وتم تنفيذ الأوامر وظل الإخوان فى معسكرهم لا يحاربون إلى أن عادوا من فلسطين. وكان شباب الإخوان فى غاية التوتر و القلق لعدم اشتراكهم فى المعارك لدرجة أنهم اجتمعوا وقرروا أن الشيخ فرغلى قد خان و ينبغى تصفيته، وفعلاً قرروا ذلك لولا أن الخبر قد وصل إلى الشيخ فاجتمع بهم و شرح لهم الأمر وأطلعهم على الأوامر التى صدرت له من القاهرة وأسبابها. و مثلاً هناك واقعة حادث فندق الملك جورج بالإسماعيلية، وقد كان هذا الفندق يعج بالإنجليز و بالجواسيس فى جميع الأشكال، وقد أراد الإخوان ضرب هذا الفندق، ولكن حين تم التنفيذ تم إفراغ العملية من أى تأثير ضار بالإنجليز، وكان من نتيجة ذلك أن قتل منفذ العملية دون أدنى ضرر بالإنجليز.
و يستطرد قائلاً .. بدأت أراجع جميع أعمال الإخوان والتى كانوا يعتبرونها أمجادًا لهم بعد معرفتى بعلاقات العمالة والتبعية من بعض قادة الإخوان للأجهزة الغربية الصهيونية والتى أكدها لى المرحوم الأستاذ سيد قطب من أن عبد الرحمن السندى والدكتور محمد خميس والذى كان وكيل للجمعية فى عهد الأستاذ حسن الهضيبي وأن أحد أصحاب المطابع الكبرى والذى كان أحد كبار الإخوان وكان عميلا للمخابرات الإنجليزية.
و يقول أن الشئ الذى يتعب شباب الإخوان هو تفكيرهم الدائم فى الجهاد، وكان من السهل قيادتهم حين تحدثهم فى هذا الأمر.هكذا نرى الضرر الفادح الذى يلحق الساذجين الذين ينتمون إلى مثل تلك التنظيمات، فهم مخلصون وقادتهم عملاء يتصرفون فيه بلا آمان ولا رقابة ودون أى تقوى من الله الذى يبايعون الأفراد على طاعته والالتزام بأمره، فيطيع الأفراد ويضل القادة، ويستعملون الأفراد فى غير طاعة ولاخوف من الله.
والغريب أن الإخوان فى العراق قد وقفوا مع الأمريكان فى العراق وكان مندوبوهم متعاونين للغاية فى مواجهة محاولة السيطرة على مقدرات العراق داعمين جميع خطط الأمريكان التى تنفذ الآن، ومن التناقض أن يقف الإخوان فى مصر ضد غزو العراق .. فمن نصدق ؟ القادة المحليين أم قيادة الإخوان فى القاهرة أم أنها السياسة التى لا مبدأ لها ولا أصول إلا البحث عن المصلحة والجرى خلف السلطة. ولقد اكتوت السعودية أيضًا بنارهم الآن،فإن الذين يقومون بعمليات التفجير والقتل وإشاعة الفوضى هناك هم
تلاميذ أساتذة الأخوان، ولقد صرح سمو الأمير نايف وزير الداخلية منذ مدة وجيزة أن وجود الإخوان بالمملكة قد أحدث أشد الضرر بالبلاد ؟
ومثلما فعلوا بدول الخليج فعلوا ما هو أشد بالجزائر فلقد كانت جبهة الإنقاذ تقدم نفسها للعامة وعلى أنهم دعاة الإسلام المعتدل،
والتيار الوسطولكنهم حين اختلفوا مع الحكومة و وجدوا أنهم لن يصلوا إلى هدفهم ألا وهو الحكم انقلبوا على الحكومة وعلى الشعب، وعلى الوط ن وعلى جميعالناس البسطاء وبدأت رحلة القتل والنسف وإزهاق الأرواح، وتدمير اقتصادالجزائر دون أن يهتز لهم جفن ! وقد ساهمت القيادة المصرية عن طريق أحد الدعاة الذى تولى منصب مدير الجماعة فى الجزائر وقام بتربية الكوادر التى قامت بهذا القتل والتعسف والتدمير، والغريب أن جبهة الإنق اذ هى امتداد للإخوان المسلمين فى مصر. .و لقد تميز العنف بالجزائر بنوع فريد وهو الهجوم على الناس الأبرياء وذبحهم ولا أدرى أهذا نوع جديد من الجهاد فى سبيل الله . وبهذه المناسبة لقد انتشرت بشدة هذه الأنواع من الجهاد الجديد حيث السيارات المفخخة، والتى تقتل المارة بدون جريمة ولا ذنب وهذا ما يحدث فى العراق الآن كل يوم، وهو قتل العراقيين دون المساس بالمحتل وكذا فى السعودية، ومؤخراً فى الكويت, هل قتل الناس بدون هدف أصبح هو الحل إنهم يستبيحون الآخرين كل من ليس فى الإخوان، حلال لهم دمه و ماله، وعلى هذا الأساس كا نت استباحة دم كل من خرج عليهم أو انشق عن الجماعة،
إنهم يتصرفون الآن وظهرهم إلى الحائط وليس أمامهم إلا السير فى الطريق الذى رسمه الإخوان وينفذه مركز بن خلدون، إنه طريق إحداث الفوضى فهى تحقق عدة أهداف، إنها تربك الأمن وتكسر حاجز الخوف، وتشجع كل نائم أن يستيقظ ويهب للحركة ثم إنه قد يشجع بعض القوى الشعبية التى ترفضهم على الاقتراب منهم والتعاون معهم.
لقد ورد فى النشرة التى يصدرها مركز ابن خلودن باسم المجتمع المدنى عدد 120 السنة العاشرة نوفمبر 2004 ورد فى كلمة المحرر شريف منصور تحت عنوان " هل بدأ العصيان المدنى ؟" تمر خطير فى ضوء عدة متغيرات غير مسبوقة الأحزاب المصرية تتحد مع بعضها البعض فى جبهة وفاق و طنى. مجموعة متزايدة من تكتلات الجمعيات الأهلية والحقوقية المصرية تتشكل التنسيق يتصاعد بوتيرة منتظمة بين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والحركة الشعبية الناشئة للتغيير، الإخوان والجماعات الإسلامية المعتدل منها و المتطرف يعلن مراجعة نقدية للذات ويمد بداية للمشاركة فى الحياة السياسية من جديد ؟ وهكذا يظهر التنسيق بين ابن خلدون والإخوان، بل والاتفاق على خطة عمل واحدة لحساب الأمريكان، فلم يعد الأمر سراً، ولكن الأمور قد اتضحت بلا لبس أو غموض.
إنهم يزايدون على الجميع وتلك إحدى وسائلهم المشهورة، المزايدة والتصعيد و أنهم يستغلون أية بادرة حرية وبدلاً من أن يدعموه تجدهم يتسابقون لاستغلاله وهم بذلك يخيفون من يريد أن يفتح نافذة للحرية و الديمقراطية وعندهم المعادلة الشهيرة للتغيير ليضعوها موضع التنفيذ. لقد بدأوا يحركون قوى الإخوان فى كل مكان للضغط لمساعدة المخطط الأمريكى بالمنطقة فإخوان سوريا الذين خرجوا من السجون بعد دفوعهم للحركة من جديد مطالبين الإدارة السورية بالإصلاح الديمقراطى، حتى وإن جاءت هذا التحرك من مجموعة إخوان سوريا الموجودين بإنجلترا إلا أنه يثير للسجون داخل سوريا أو يعيدهم للسجون مرة ثانية.
و قد أتتهم الفرصة للمزايدة على الجميع فى موضوع الأقصى، إنهم يطالبون بفتح باب التطوع لإنقاذ الأقصى وما أشبه الليلة بالبارحة، ففتح باب التطوع يعنى فتح معسكرات التدريب، ومعناه فتح باب التبرع لجمع المال من جديد ثم شراء السلاح ثم تخزينه لحساب الإخوان وتتكدس خزانة الإخوان بالأموال من تبرعات المسلمين من كل الدول الإسلامية يتكرر ماحدث سنة 1948 وأكثر بكثير فهذه المرة عندهم التجربة السابقة بسلبياتها و إيجابياتها، وهم هذه المرة لن يتركوا الفرصة السانحة تمر، المهم انتهاز جميع الفرص الممكنة لإحداث الفوضى وإثارة البلبلة ومن ثم النفاذ إلى هدفهم وهو إحكام السيطرة على مقدرات هذا البلد. فإننى ألمح نفس الأخطاء السياسية التى حدثت سنة 1954 فقد تميزت تلك الفترة بنوعية معينة من التصعيد السياسي فى الصدام مع الحكومة، فإن نفس الخطوات قد بدأت الآن، المظاهرات ومحاولة التحالف مع القوى المعارضة والتصاعد بالأحداث حتى تصل إلى حد العصيان المدنى، ولكن هذه المرة فهناك الدعم الخارجى الواضح والذى يدفع أية فئة على مدى التاريخ بالعمالة والتعاون مع القوى الخارجية ضد الشرعية، وأنا فى انتظار نتيجة الأوضاع سواء داخل الجماعة، أم فى صراعهم مع النظام، فلقد هدد نائب المرشد الحالى والمرشد المتوقع بتنظيم مظاهرة كبرى تتكون من عشرات الآلاف وهو فى طريق التصعيد وزيادة الضغط المستمر على الحكومة حتى يصل إلى تحقيق ما يريد، وهو بذلك يجر الآلاف المؤلفة من شباب الإخوان باسم السمع و الطاعة لحيث يريد، فيا ليتهم يعلمون فكرهم وعقولهم ويضيفون إلى مبدأ السمع والطاعة كلمة أخرى وهى أن تصبح السمع والطاعة المبصرة بدلا من أن تكون عمياء.
إنهم لا يقرأون التاريخ، فإن الحركات الإسلامية التى خدمت الأمريكان كانت دائماً هى الوقود بعد انتهاء المهمة، وليس الأمس ببعيد، فقد سمعت بالأمس فى إذاعة لندن نبأ القبض على رئيس الإخوان فى العراق من قبل السلطات الأمريكية، وهذا الرجل كان قد شارك فى التمكين للأمريكان فى العراق، وكان من مجموعة الحكام الذين حكموا العراق بالتناوب، ولكن الآن قد انتهت مهمته ولم يعد إليه حاجة فتم القبض عليه، وانتهى الدور، وتولى آخرون إكمال المسرحية.
معادلة التغيير التى يسعون إليها " فوضى وغليان شعبى" . اجتماع مريب فى بيروت مع الأمريكيين حضروه ممثلون لجماعات إسلامية متنوعة. يبدوا أنهم يريدون أن يدفعوا بالأمور حتى نهايتها كما يخططون لها، و يبدوا أن أحد ما قد أوهمهم بالمساندة وبالدعم، إنهم ينفذون خطتهم الجاهزة لكل الأزمان، وجميع الحالات، وهى توليفة مدروسة بشدة تقوم على إحداث بعض المتغيرات، والضغوط، والخطة كالآتي :تدهور الأحوال مع تصاعد قوة المعارضة مع ضعف السلطة و لجوئها إلى العنف مع غليان شعبى يؤدى بالضرورة إلى صاعقة التغيير !! هذا هو نوع التغيير
الذى يعرفونه، إنهم يعملون على إثارة الفوضى وتحريض جميع القوى ليصلوا إلى الهدف الأول وهو تصاعد قوة المعارضة.
إنهم لا يتصرفون بهذا الإقدام وتلك الخطوات المتصاعدة ما لم يتيسر لهم أمران، هما الداعم السياسي والمعنوى وثانيها تمويل مستمر و متصل وبلا حدود. أما الأولى هى الدعم، فلكى يحصلوا عليه فعليهم أن يقوموا بتلك الأعمال الفوضوية مستغلين جميع أشكال السلبيات الموجودة فى المجتمع ثم يقومون بالنفخ فيها وتكبيرها محرضين بذلك الجماهير ضد الحكومة، محاولين كسب أرضية وإقناع قوى أخرى بالانضمام إليهم والتحرك معهم، إنهم يعملون على إرضاء الأمريكان بكل السبل حتى ينالوا دعمهم الكامل و المستمر . إن كل ما يطلبه منهم الأمريكان هو إتباع فكرة أمركة الإسلام، والأمريكان يعملون للوصول إلى هذا الهدف منذ سنين، و المفاوضات بينهم وبين الإخوان قد أخذت وقتًا طويلا وعهداً متصلا من الطرفين
تحميل كتاب : التاريخ السري للاخوان المسلمين
او حمل من الملف الموضح باسفل
علي عشماوي هو شاهد وفاعل ومسئول من أهل هذا التنظيم . وقد سجل المؤلف اعترافاته حول عضويته في جماعة الإخوان المسلمين ثم تجنيده في الجهاز السري أي التنظيم الخاص، ويجئ توقيت نشر الكتاب مع الصعود السياسي للإخوان في مصر، عام 2005 بنجاح 88 من مرشحيهم لمجلس الشعب، وكذلك نجاح فرعهم في فلسطين في الفوز بالانتخابات تحت اسم " حركة المقاومة الإسلامية" حماس، وتشكيلهم للحكومة الفلسطينية.
: يقول الاستاذ على عشماوي في كتابه
جرت محاولتان لاغتيال عبد الناصر والاستيلاء على الحكم ( 1954 و 1965 ). وحدثت مواجهات دموية بين نظام يوليو والإخوان
المسلمين بالفعل. وتم إعدام عدد من قيادات الإخوان في المناسبتين. وكان الذي يقود الإخوان المسلمين في محاولتي الانقلاب والاغتيال والاستيلاء على السلطة، تنظيم مدرب عسكريًا، من ذوي اللياقة البدنية العالية، وذوي التلقين العقيدي المتعمق، والمبرمجين على السمع والطاعة المطلقة. وكان هذا التنظيم شبه العسكري يعرف في صفوف الإخوان باسم "التنظيم الخاص "، وفي دوائر السلطة باسم " الجهاز السري ".
أن قيادة التنظيم الخاص كانت مخترقة من الأجهزة الغربية الاستعمارية وتعمل لحسابها، وأن جميع الأعمال الكبرى التى يتفاخر بها الإخوان فى تاريخهم قد تم تفريغها من نتائجها، فمثلاً حرب فلسطين التى يفخر بها الإخوان باستمرار، فإنهم لم يدخلوا إلا معارك قليلة جدًا فيها، ثم صدرت من الشيخ محمد فرغلى الأوامر بعدم الدخول فى معارك بحجة أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين، ولكن هذا كان مبرره فى الأساس لحماية اليهود من إحدى القوى الخطيرة إذا استعملت، وتم تنفيذ الأوامر وظل الإخوان فى معسكرهم لا يحاربون إلى أن عادوا من فلسطين. وكان شباب الإخوان فى غاية التوتر و القلق لعدم اشتراكهم فى المعارك لدرجة أنهم اجتمعوا وقرروا أن الشيخ فرغلى قد خان و ينبغى تصفيته، وفعلاً قرروا ذلك لولا أن الخبر قد وصل إلى الشيخ فاجتمع بهم و شرح لهم الأمر وأطلعهم على الأوامر التى صدرت له من القاهرة وأسبابها. و مثلاً هناك واقعة حادث فندق الملك جورج بالإسماعيلية، وقد كان هذا الفندق يعج بالإنجليز و بالجواسيس فى جميع الأشكال، وقد أراد الإخوان ضرب هذا الفندق، ولكن حين تم التنفيذ تم إفراغ العملية من أى تأثير ضار بالإنجليز، وكان من نتيجة ذلك أن قتل منفذ العملية دون أدنى ضرر بالإنجليز.
و يستطرد قائلاً .. بدأت أراجع جميع أعمال الإخوان والتى كانوا يعتبرونها أمجادًا لهم بعد معرفتى بعلاقات العمالة والتبعية من بعض قادة الإخوان للأجهزة الغربية الصهيونية والتى أكدها لى المرحوم الأستاذ سيد قطب من أن عبد الرحمن السندى والدكتور محمد خميس والذى كان وكيل للجمعية فى عهد الأستاذ حسن الهضيبي وأن أحد أصحاب المطابع الكبرى والذى كان أحد كبار الإخوان وكان عميلا للمخابرات الإنجليزية.
و يقول أن الشئ الذى يتعب شباب الإخوان هو تفكيرهم الدائم فى الجهاد، وكان من السهل قيادتهم حين تحدثهم فى هذا الأمر.هكذا نرى الضرر الفادح الذى يلحق الساذجين الذين ينتمون إلى مثل تلك التنظيمات، فهم مخلصون وقادتهم عملاء يتصرفون فيه بلا آمان ولا رقابة ودون أى تقوى من الله الذى يبايعون الأفراد على طاعته والالتزام بأمره، فيطيع الأفراد ويضل القادة، ويستعملون الأفراد فى غير طاعة ولاخوف من الله.
والغريب أن الإخوان فى العراق قد وقفوا مع الأمريكان فى العراق وكان مندوبوهم متعاونين للغاية فى مواجهة محاولة السيطرة على مقدرات العراق داعمين جميع خطط الأمريكان التى تنفذ الآن، ومن التناقض أن يقف الإخوان فى مصر ضد غزو العراق .. فمن نصدق ؟ القادة المحليين أم قيادة الإخوان فى القاهرة أم أنها السياسة التى لا مبدأ لها ولا أصول إلا البحث عن المصلحة والجرى خلف السلطة. ولقد اكتوت السعودية أيضًا بنارهم الآن،فإن الذين يقومون بعمليات التفجير والقتل وإشاعة الفوضى هناك هم
تلاميذ أساتذة الأخوان، ولقد صرح سمو الأمير نايف وزير الداخلية منذ مدة وجيزة أن وجود الإخوان بالمملكة قد أحدث أشد الضرر بالبلاد ؟
ومثلما فعلوا بدول الخليج فعلوا ما هو أشد بالجزائر فلقد كانت جبهة الإنقاذ تقدم نفسها للعامة وعلى أنهم دعاة الإسلام المعتدل،
والتيار الوسطولكنهم حين اختلفوا مع الحكومة و وجدوا أنهم لن يصلوا إلى هدفهم ألا وهو الحكم انقلبوا على الحكومة وعلى الشعب، وعلى الوط ن وعلى جميعالناس البسطاء وبدأت رحلة القتل والنسف وإزهاق الأرواح، وتدمير اقتصادالجزائر دون أن يهتز لهم جفن ! وقد ساهمت القيادة المصرية عن طريق أحد الدعاة الذى تولى منصب مدير الجماعة فى الجزائر وقام بتربية الكوادر التى قامت بهذا القتل والتعسف والتدمير، والغريب أن جبهة الإنق اذ هى امتداد للإخوان المسلمين فى مصر. .و لقد تميز العنف بالجزائر بنوع فريد وهو الهجوم على الناس الأبرياء وذبحهم ولا أدرى أهذا نوع جديد من الجهاد فى سبيل الله . وبهذه المناسبة لقد انتشرت بشدة هذه الأنواع من الجهاد الجديد حيث السيارات المفخخة، والتى تقتل المارة بدون جريمة ولا ذنب وهذا ما يحدث فى العراق الآن كل يوم، وهو قتل العراقيين دون المساس بالمحتل وكذا فى السعودية، ومؤخراً فى الكويت, هل قتل الناس بدون هدف أصبح هو الحل إنهم يستبيحون الآخرين كل من ليس فى الإخوان، حلال لهم دمه و ماله، وعلى هذا الأساس كا نت استباحة دم كل من خرج عليهم أو انشق عن الجماعة،
إنهم يتصرفون الآن وظهرهم إلى الحائط وليس أمامهم إلا السير فى الطريق الذى رسمه الإخوان وينفذه مركز بن خلدون، إنه طريق إحداث الفوضى فهى تحقق عدة أهداف، إنها تربك الأمن وتكسر حاجز الخوف، وتشجع كل نائم أن يستيقظ ويهب للحركة ثم إنه قد يشجع بعض القوى الشعبية التى ترفضهم على الاقتراب منهم والتعاون معهم.
لقد ورد فى النشرة التى يصدرها مركز ابن خلودن باسم المجتمع المدنى عدد 120 السنة العاشرة نوفمبر 2004 ورد فى كلمة المحرر شريف منصور تحت عنوان " هل بدأ العصيان المدنى ؟" تمر خطير فى ضوء عدة متغيرات غير مسبوقة الأحزاب المصرية تتحد مع بعضها البعض فى جبهة وفاق و طنى. مجموعة متزايدة من تكتلات الجمعيات الأهلية والحقوقية المصرية تتشكل التنسيق يتصاعد بوتيرة منتظمة بين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والحركة الشعبية الناشئة للتغيير، الإخوان والجماعات الإسلامية المعتدل منها و المتطرف يعلن مراجعة نقدية للذات ويمد بداية للمشاركة فى الحياة السياسية من جديد ؟ وهكذا يظهر التنسيق بين ابن خلدون والإخوان، بل والاتفاق على خطة عمل واحدة لحساب الأمريكان، فلم يعد الأمر سراً، ولكن الأمور قد اتضحت بلا لبس أو غموض.
إنهم يزايدون على الجميع وتلك إحدى وسائلهم المشهورة، المزايدة والتصعيد و أنهم يستغلون أية بادرة حرية وبدلاً من أن يدعموه تجدهم يتسابقون لاستغلاله وهم بذلك يخيفون من يريد أن يفتح نافذة للحرية و الديمقراطية وعندهم المعادلة الشهيرة للتغيير ليضعوها موضع التنفيذ. لقد بدأوا يحركون قوى الإخوان فى كل مكان للضغط لمساعدة المخطط الأمريكى بالمنطقة فإخوان سوريا الذين خرجوا من السجون بعد دفوعهم للحركة من جديد مطالبين الإدارة السورية بالإصلاح الديمقراطى، حتى وإن جاءت هذا التحرك من مجموعة إخوان سوريا الموجودين بإنجلترا إلا أنه يثير للسجون داخل سوريا أو يعيدهم للسجون مرة ثانية.
و قد أتتهم الفرصة للمزايدة على الجميع فى موضوع الأقصى، إنهم يطالبون بفتح باب التطوع لإنقاذ الأقصى وما أشبه الليلة بالبارحة، ففتح باب التطوع يعنى فتح معسكرات التدريب، ومعناه فتح باب التبرع لجمع المال من جديد ثم شراء السلاح ثم تخزينه لحساب الإخوان وتتكدس خزانة الإخوان بالأموال من تبرعات المسلمين من كل الدول الإسلامية يتكرر ماحدث سنة 1948 وأكثر بكثير فهذه المرة عندهم التجربة السابقة بسلبياتها و إيجابياتها، وهم هذه المرة لن يتركوا الفرصة السانحة تمر، المهم انتهاز جميع الفرص الممكنة لإحداث الفوضى وإثارة البلبلة ومن ثم النفاذ إلى هدفهم وهو إحكام السيطرة على مقدرات هذا البلد. فإننى ألمح نفس الأخطاء السياسية التى حدثت سنة 1954 فقد تميزت تلك الفترة بنوعية معينة من التصعيد السياسي فى الصدام مع الحكومة، فإن نفس الخطوات قد بدأت الآن، المظاهرات ومحاولة التحالف مع القوى المعارضة والتصاعد بالأحداث حتى تصل إلى حد العصيان المدنى، ولكن هذه المرة فهناك الدعم الخارجى الواضح والذى يدفع أية فئة على مدى التاريخ بالعمالة والتعاون مع القوى الخارجية ضد الشرعية، وأنا فى انتظار نتيجة الأوضاع سواء داخل الجماعة، أم فى صراعهم مع النظام، فلقد هدد نائب المرشد الحالى والمرشد المتوقع بتنظيم مظاهرة كبرى تتكون من عشرات الآلاف وهو فى طريق التصعيد وزيادة الضغط المستمر على الحكومة حتى يصل إلى تحقيق ما يريد، وهو بذلك يجر الآلاف المؤلفة من شباب الإخوان باسم السمع و الطاعة لحيث يريد، فيا ليتهم يعلمون فكرهم وعقولهم ويضيفون إلى مبدأ السمع والطاعة كلمة أخرى وهى أن تصبح السمع والطاعة المبصرة بدلا من أن تكون عمياء.
إنهم لا يقرأون التاريخ، فإن الحركات الإسلامية التى خدمت الأمريكان كانت دائماً هى الوقود بعد انتهاء المهمة، وليس الأمس ببعيد، فقد سمعت بالأمس فى إذاعة لندن نبأ القبض على رئيس الإخوان فى العراق من قبل السلطات الأمريكية، وهذا الرجل كان قد شارك فى التمكين للأمريكان فى العراق، وكان من مجموعة الحكام الذين حكموا العراق بالتناوب، ولكن الآن قد انتهت مهمته ولم يعد إليه حاجة فتم القبض عليه، وانتهى الدور، وتولى آخرون إكمال المسرحية.
معادلة التغيير التى يسعون إليها " فوضى وغليان شعبى" . اجتماع مريب فى بيروت مع الأمريكيين حضروه ممثلون لجماعات إسلامية متنوعة. يبدوا أنهم يريدون أن يدفعوا بالأمور حتى نهايتها كما يخططون لها، و يبدوا أن أحد ما قد أوهمهم بالمساندة وبالدعم، إنهم ينفذون خطتهم الجاهزة لكل الأزمان، وجميع الحالات، وهى توليفة مدروسة بشدة تقوم على إحداث بعض المتغيرات، والضغوط، والخطة كالآتي :تدهور الأحوال مع تصاعد قوة المعارضة مع ضعف السلطة و لجوئها إلى العنف مع غليان شعبى يؤدى بالضرورة إلى صاعقة التغيير !! هذا هو نوع التغيير
الذى يعرفونه، إنهم يعملون على إثارة الفوضى وتحريض جميع القوى ليصلوا إلى الهدف الأول وهو تصاعد قوة المعارضة.
إنهم لا يتصرفون بهذا الإقدام وتلك الخطوات المتصاعدة ما لم يتيسر لهم أمران، هما الداعم السياسي والمعنوى وثانيها تمويل مستمر و متصل وبلا حدود. أما الأولى هى الدعم، فلكى يحصلوا عليه فعليهم أن يقوموا بتلك الأعمال الفوضوية مستغلين جميع أشكال السلبيات الموجودة فى المجتمع ثم يقومون بالنفخ فيها وتكبيرها محرضين بذلك الجماهير ضد الحكومة، محاولين كسب أرضية وإقناع قوى أخرى بالانضمام إليهم والتحرك معهم، إنهم يعملون على إرضاء الأمريكان بكل السبل حتى ينالوا دعمهم الكامل و المستمر . إن كل ما يطلبه منهم الأمريكان هو إتباع فكرة أمركة الإسلام، والأمريكان يعملون للوصول إلى هذا الهدف منذ سنين، و المفاوضات بينهم وبين الإخوان قد أخذت وقتًا طويلا وعهداً متصلا من الطرفين
تحميل كتاب : التاريخ السري للاخوان المسلمين
او حمل من الملف الموضح باسفل
____.pdf | |
File Size: | 1647 kb |
File Type: |