محمد مهدي عاكف:المرشد السابع (2004م - 16 يناير 2010)
من مواليد كفر عوض السنيطة -مركز أجا دقهلية، مدرسة (المنصورة) الابتدائية، ثم التوجيهية من مدرسة (فؤاد الأول) الثانوية بالقاهرة، ثم التحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية، وتخرج في مايو 1950م.عمل بعد تخرجه مدرساً للرياضة البدنية بمدرسة (فؤاد الأول) الثانوية.عرف الإخوان في وقت مبكر في عام 1940م، وتربى على شيوخ الإخوان وعلمائهم، وعلى رأسهم حسن البنا، وكان من أحبِّ المشايخ إلى نفسه محيّ الدين الخطيب. التحق بكلية الحقوق 1951م، ورأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليًا) في الحرب ضد الإنجليز في القناة حتى قامت الثورة، وسلَّم معسكرات الجامعة لـكمال الدين حسين المسئول عن الحرس الوطني آنذاك. كان آخر موقع شغله عاكف في الإخوان قبل صدور قرار بحل الجماعة عام 1954م هو رئاسة قسم الطلاب، كان رئيساً لقسم التربية الرياضية بالمركز العام للإخوان المسلمين. قُبض عليه في أول أغسطس 1954م، وحُوكم بتهمة تهريب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف- أحد قيادات الجيش واحد اعلام الاخوان - والذي أشرف على طرد الملك "فاروق"- وحُكم عليه بالإعدام، ثم خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة خرج من السجن سنة 1974م في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات ليزاول عمله كمدير عام للشباب بوزارة التعمير. اشترك في تنظيم أكبر المخيمات للشباب الإسلامي على الساحة العالمية بدءًا من السعودية، والأردن، وماليزيا، وبنجلاديش، وتركيا، وأستراليا، ومالي، وكينيا، وقبرص، وألمانيا، وبريطانيا، وأمريكا.عمل مديرًا للمركز الإسلامي بميونخ شغل عضوية مكتب الإرشاد أعلى هيئة قيادية داخل الجماعة منذ عام 1987م حتى أكتوبر 2009. انتخب عضوًا بمجلس الشعب سنة 1987م عن دائرة شرق القاهرة، وذلك ضمن قائمة التحالف الإسلامي التي خاض الاخوان الانتخابات تحت مظلتها. قُدِّم للمحاكمة العسكرية سنة 1996م؛ فيما يعرف بقضية سلسبيل والتي ضمت وقتها عدد كبير من قيادات الإخوان المسلمين، وقد اتهمه الادعاء بانه المسئول عن التنظيم العالم للإخوان المسلمين، وحُكم عليه بثلاث سنوات، ليخرج من السجن في عام 1999م. متزوج وله أربعة أولاد تزوجت صغرى بناته عام 2006.
صاحب نظرية الثلاث طزات , طز في مصر ، وأبو مصر ، واللي في مصر وصاحب نظرية ضرب المعارضين بالجزمة عند وصول الإخوان للسلطة. محمد مهدي عاكف شخص غريب وعجيب مليء بالمتناقضات والغرائب بس فيه حاجة واحدة ثابتة لا تتغير فيه أبداً وهي إن مصلحة الإخوان تأتي قبل أي حاجة حتى لو كانت مصلحة البلد نفسها
في 2004: المرشد "مهدي عاكف" في برقية لمبارك خلال رحلة علاجه الأولى بألمانيا " في هذا الوقت الذي تواجه فيه مصرُ وأمتُنا العربيةُ والإسلاميةُ تحدياتٍ كبيرةً تستهدف أمنَها واستقرارها وسلامتها، والتي تحتاج إلى يقظةِ وانتباهِ وتضافرِ جميع القوى وتكاتفِ كلِّ الجهودِ، نسألُ اللهَ تعالى أن يمنَّ على سيادتِكم بالشفاءِ العاجلِ، وأن يُتمَّ عليكم نعمةَ الصحةِ والعافيةِ، وأن تعودوا إلى مصر وأنتم في خيرِ حالٍ، وأن يهيِّئ اللَّهُ لكُم ولمصرَ وللأمةِ العربيةِ والإسلاميةِ السلامةَ من كل سوءٍ.. مع قبول وافرِ التحيةِ وفائقِ الاحترامِ" ولا يقولن قائل أن هذا نبل، فهل بارك الإخوان لكل من شفاه الله ليباركوا للطاغية بالشفاء؟ من الإسلام عدم التشفي في مرض ولكن ليس منه اتخاذ المرض وسيلة للتقرب من السلطان
* في 2005: أعلن المرشد العام "مهدي عاكف" تأييد الجماعة لترشيح مبارك لولاية جديدة وتمنى أن يلتقي به ويتحدث معه في حوار له مع مجلة آخر ساعة لم تكذبه الجماعة
* في 2007ان كل من يتابع تصريحات مهدي عاكف مرشد المحظورة, سوف يجد في تصريحاته عددا ليس بقليل من الأكاذيب و الشتائم, بالإضافة إلي الادعاءات الزائفة, فهو بعد أن خرج علينا بنظرية)طظ ) ثم بقبوله أن تحكم مصر بماليزي ثم تصريح (الجزمة للمعارضين ( جاءنا بآخر إبداعاته في تصريحات نشرت في صحيفة ( الأخبار اللبنانية ) بتاريخ 3 مارس 2007 م وتحتوي آخر تصريحاته علي عدد كبير من الأكاذيب و المغالطات و الشتائم , لا يمكن تجاهلها وسوف نعرض بعضا منها " لدينا نظام حكم إسلامي و أنا أكثر تنظيما من الرئيس مبارك "–" كنا ضد الملك وكنا نضرب الإنجليز " – " فؤاد علام كلب "– "نحن لسنا الجماعة الإسلامية التي تحتكر الإسلام. نحن جماعة من جماعات الإسلام" ) وهنا الكثير من الأكاذيب و السب بل و (العك( الذي عكف علي ممارسته في تصريحاته و أقواله. فهو و جماعته يدعون دائما أنهم لا يريدون الحكم ! فكيف لا يريدون الحكم وفي ذات الوقت يقول "لدينا نظام حكم إسلامي ) (؟!!) و يقول ايضا ( أنا أكثر تنظيما من الرئيس مبارك ) ولا ندري كيف نقبل منه هذا الادعاء وهو لم يتقدم ببرنامج واضح (!!) أنهم جماعة الخطاب المزدوج, لا تتوان في استخدام كل طرق الغش والكذب و في سبيل بلوغ هدفهم الهدام للوطن و المواطنين, فمثلا يقول في هذا التصريح أننا (كنا ضد الملك وكنا نضرب الإنجليز ) وهي مغالطه فادحة و كذب بين, فهم لم يكونوا ضد الملك علي الإطلاق وهذا مثبت في كتبهم و مذكرات قادتهم فمثلا – عند خروج الشعب المصري للهتاف لمصطفي النحاس قال الشعب هاتفا ( الشعب مع النحاس ( فخرجت الجماعة تناصر الملك ضد الشعب و ضد النحاس لتهتف ( الله مع الملك ( لم يكن هذا هو الموقف الوحيد الذي يوضح العلاقة الوثيقة بينهم وبين الملك, ولننظر إلي خطاباتهم للملك و كيف كان ولائهم له , وهذا خطاب نقدمه من كتب الإخوان أنفسهم و من إصدارات دور النشر الخاصة بهم, ومن كتاب ( الدعوة و الحكومات و الهيئات من تراث الإمام ألبنا ) ونص الخطاب تحت عنوان ملك يدعو و شعب يجيب ( إلي جلالة الملك فاروق الأول من الإخوان المسلمين , يا جلالة الملك الصالح العظيم , لقد دعوت فأسمعت .. إن شعبك الذي عرفك مؤمنا صالحا تقيا ووثق بك مجاهدا في سبيل إسعاده و إعزازه أمينا قويا .. يا جلالة الملك الصالح عرف فيك شعبك المنقذ له و الحارث لدينه و الساهر علي رعاية مصالحة و الداعي إلي الخير و الفضيلة فيه, بالقول و العمل فاحبك من كل قلبه و اخلص لعرشك من قرارة نفسه و عقد علي عهدك الرجاء و كنت عنده رمز الأمل) (!!!) هذا هو وعد الأخوان المخلصين للملك و للعرش, فكيف يقول الشيخ عاكف انه كان ضد الملك (؟!!) إنهم جماعة اختارت التضليل سبيلا لتحقيق غايتهم. و الشيخ مهدي يقول إنهم كانوا يضربون الإنجليز وهي مغالطة أخري و صحيحها إنهم كانوا يعقدون اللقاءات و الاجتماعات التي هي عبارة عن ولائم إنجليزية للإخوان, فيذكر المرشد العام الرابع الأستاذ / محمد حامد أبو النصر في مذكراته ص 28 و 29 ( و بعد أن تناولنا طعام الغذاء سلمت " الميجر لاندل " صورة الخطبة بالإنجليزية و صورتها العربية .... و اختتم الحفل و انتهي بكلمة شكر من ( الميجر لاندل( هكذا كانت الموائد و الخطب والاحتفالات التي تتقبلها الإنجليز بل و ترد عليها بالشكر لما تقوله الجماعة , فكيف لنا أن نقبل ادعاء عاكف حين يصرح بأنهم كانوا ضد الإنجليز (؟!!) الم يرد المرشد الرابع حامد أبو النصر علي الإنجليز بأننا) أي الإخوان و الإنجليز؟) ( نتعاون كأصدقاء و ليس كأتباع ( فإذا كانت العلاقة هي تعاون وصداقة بين الإخوان و الإنجليز, كانت هناك ايضا صداقة بينهم و بين الفرنساوين في شركة قناة السويس, عندما تبرعوا للإخوان المسلمين بمبلغ 500 جنية لبناء مسجد الإسماعيلية وهو مدون في مذكرات حسن ألبنا شخصيا صـ (111), بل أن ألبنا يذكر أن خلاف دار بينه وبين أعضاء الجماعة حين قالوا للبنا (( كيف تصح الصلاة في المسجد وهو سيبني بهذا المال؟ )) فيجبهم حسن ألبنا (( إن هذه خرافة فهذا مالنا لا مال الخواجات .. إن البحر بحرنا )) هذه هي الجماعة المحظورة منذ تأسيسها و حتى اليوم, ينهجون التبريرات الواهية و يحللون لأنفسهم ما يأتي في مصالحهم, ظنا منهم إننا سننخدع بأقوالهم المنحرفة , لم ينتهي مرشد الأخوان مهدي عاكف من) العك ) فذهب يسب اللواء فؤاد علام الذي قال أن المحظورة في خطرها تتساو مع تجار المخدرات و كليهما محظور , ليرد مهدي علي فؤاد علام و يقول انه كلب وهو أسلوب يتناسب مع زعيم إرهابي لا يعرف إلا السباب و الشتم فهو يقول مرة (طظ) و مرة الجزمة واليوم كلب أنا لن أدافع عن اللواء علام و اعتقد بان حقوقه مكفولة عند القضاء المصري . أما الجديد الذي قاله مرشد الإخوان في تصريحه للصحيفة اللبنانية فهو " نحن لسنا الجماعة الإسلامية التي تحتكر الإسلام. نحن جماعة من جماعات الإسلام “ ان هذا التصريح هو الأغرب منذ تأسيس الجماعة وهناك حادثة في تاريخ الإخوان توضح أن الشيخ فارس (وهو قيادي اخواني بارز), حين قال مثل هذا القول ( أي إننا جماعة من جماعات المسلمين و لسنا الجماعة المسلمين حين قال هذا القول للشيخ( شريت) وهو قيادي اخواني ايضا وكانوا وقتها في السجن معا , وحين اشتد إصرار الشيخ( فارس) علي ما يقوله, يُـذكر انه (( احتدم النقاش, واحتد . وكان لابد أن يحسم ,... وقام جهاز امن الجماعة بتطبيق المنهج الحاسم : من خرج علي الجماعة فاضربوه بحد السيف . وتولي الأخ مهدي عاكف (احد قادة الجهاز السري, ولم يزل قائدا في صفوف الجماعة حتى الآن اقامة الحد. وان كان لا يوجد سيف كي يضرب بحده ,فانتزع من الأرض وتدا من ذلك الذي يثبتونه في الخيام وشج به رأس المارق الشيخ فارس .)) (من كتاب مجرد ذكريات – رفعت السعيد – صـ 182 ) هذا ما جاء عن تاريخهم وكيف إنهم هم فقط الإخوان وهم فقط المسلمين ومن يقول غير ذلك يكون قد خرج علي الجماعة و يستحق القصاص الإخواني (من خرج علي الجماعة فاضربوه بحد السيف ) هل بهذا التصريح يصبح مهدي عاكف خارج عن الجماعة ؟ الإجابة بعد الإطلاع علي تاريخهم (لا) لأنهم اعتادوا في المحن أن يغيروا خطابهم, حتى تعبر المحنة ظنا منهم أن بعد بمرور المحنة سيرجعون ثانيةٍ , لممارسة أدوارهم التضليلية, ونقول لهم بأنكم جسما غريبا في وطننا مصر , و نذكركم - كم كانت مصر متحضرة مستقرة قبل خروجكم علينا , أما آن لكم أن تستريحوا و تريحوا ؟
* في 2009: المرشد "مهدي عاكف" يعلق على ترشيح "جمال مبارك" بأن عليه أن يترك قصر والده لو قرر ترشيح نفسه للرئاسة، يعني مفيش مشكلة في المبدأ، ولو كان موقفهم تغير بعد انتخابات ۲۰۱۰ والكتف غير القانوني الذي وجه لهم فيها، فقال المرشد السابق أن ترشيحه مرفوض بالثلاثة
مصطفي مشهور: المرشد الخامس (1996 - 2002)
ولد في قرية السعديين التابعة لمركز منيا القمح محافظة الشرقية. دخل كتاب القرية مدة سنتين، ثم التحق بالدراسة الأولية بالقرية، والتحق بالمدرسة الابتدائية بمنيا القمح، ثم المدرسة الثانوية بالزقازيق، ومكث بالزقازيق سنتين الأول الثانوي، والثاني، ثم انتقل إلى القاهرة فأكمل بها المرحلة الثانوية، ثم التحق بالجامعة بكلية العلوم، ثم تخرج فيها سنة 1942م. تعرف على الإخوان المسلمين سنة 1936م.
بعد تخرجه، عين في الأرصاد الجوية بوظيفة "متنبئ جوي"، ونقل إلى الإسكندرية؛ ليقضي سنة تحت التمرين، ثم عاد إلى القاهرة لممارسة عمله كمتنبئ جوى. في يونيو 1954م أبعد عن العمل إلى مرسى مطروح
هويمثل الحبل السري الذي ينقل عصاره العنف لجسد الاخوان منهجه ثابت لايتغير لا بيعه بغير الصدام يعتقد ان الدوله الاسلاميه لن تقوم الاعلي صوت القنابل وطرقعه الرصاص أنضم للتنظيم السري عند تكوينه في الثلاثينيات من القرن الماضي وظهر اسمه في قضيه السياره الجيب التي ضبطت بوسط القاهره بالقرب من ميدان سليمان باشا عام1948محمله بالاسلحه والقنابل اليدويه والمتفجرات واجهزه تفجير يدويه تمهيداللقيام بسلسله هجمات ارهابيه وتم القبض عليه وبحوزته اوراق التنظيم السري وخرائط للعمليات التخريبيه المكلفبها اثناء التحقيق في تلك القضيه أمر النقراشي رئيس الوزراء ووزير الداخليه بحل جماعه الاخوان في28 ديسمبر1948 فقتله الاخوان وانضمت قضيه السيارؤه الجيب لمقتل النقراشي خرج مشهور من السجن عقب قيام ثوره يوليو الا انه عاد اليه عام1954 في قضيه تنظيم 54 وظل به لمده 10 سنوات الا ان دمويته لم تفارقه فلقد قام بمعركه شهيره بتكسير سراير السجن وخطف بعض الضباط والجنود وعلي اثرذلك تم انشاء سجن الواحات وتم نقله له لمده 5 شهور ولكنه عاد للسجن عام 1969 في قضيه احمد سيف الاسلام البنا وخرج عقب تولي السادات وكان من قاده مكتب الارشاد وتولي نشاط الشباب والاتصالات الخارجيه في التنظيم الدولي وظل طوال فتره السادات في مصر وقبل مقتل السادات بشهريين سافر واستقر بالمنيا ولم يعود الي مصر الابعد تولي مبارك الحكم وقيادته مصالحه وافراجه عن كل المعتقلين في سبتمبر من نفس العام بعد وفاة مرشد الجماعة الرابع محمد حامد أبو النصر سنة 1996 بعد أن كان هاربا خارج مصر لفترة قبل أيام من اعتقالات سبتمبر 1981، وصاحب تأسيس التنظيم الدولى ومكاتب الإخوان فى الخليج وأوروبا ، واتخذ رجالا من صفوة الإخوان بعد عودته أعاد بهم التنظيم الخاص ومن مؤيدى ومناصرى أفكار سيد قطب.. وشكل ما يسمى بتنظيم 65 مرة أخرى ومنهم حاليا غالبية أعضاء مكتب الإرشاد..
يقول حبيب فى مذاكراته عن مصطفى مشهور
من المؤكد أن الأستاذ مصطفى مشهور أعطى للدعوة أيام كان نائبا للمرشد، أكثر مما أعطاه لها بعد أن صار مرشدا.. وقد مكَّنه الأستاذ أبو النصر من هذا العطاء بأقصى ما يكون. فقد تحرك الأستاذ مصطفى على جميع الأصعدة والمستويات، داخليا وخارجيا، والتقى الإخوان فى كل مكان.. ساعد على ذلك هامش الحرية الذى كان متوافرا فى هذه المرحلة
اما عن قضيه التمكين
لم يمض على اقتراح مشهور عام واحد حتى اكتشفت أجهزة الأمن المصرية خطة أشرف على وضعها وتنفيذها تلميذ مشهور النجيب المهندس خيرت الشاطر (الذى أنكر معلمه وأستاذه مصطفى مشهور فى التحقيقات التى أشرنا إليهاوأطلق عليها آنذاك «خطة التمكين» والتى عرفت إعلامياً بقضية «سلسبيل» التى تحمل رقم 87 لسنة 1992.
حكى الخرباوى فى مقال له فى جريده التحرير بتاريخ 4اغسطس 2012
كنا نجلس فى السيارة أسفل مكتب جمال تاج الدين، إلا أننى شعرت كأننى انفصلت عن الدنيا وما فيها وجلست فوق سحابة من الأفكار، لا أشعر بمن يجلس بجوارى، ولا أسمع ما يقول، تزاحمت الأفكار فى رأسى وعادت ذاكرتى إلى الوراء خطوة، تذكرت واقعة فجة حدثت قبل أن تُجرى عملية الانتخابات الداخلية التى اكتشف عاطف عواد تزويرها، كنت قد اصطحبت صديقا لى يُدعى عبد الهادى الأنصارى إلى النقابة العامة للمحامين قبل شهرين، وحين صعدنا إلى الدور العلوى للنقابة وجدت اشتباكا لفظيا قائما بين مختار نوح وأحد المحامين من الإخوان المسلمين، كان هذا المحامى مسؤولا عن منطقة من مناطق القاهرة وكان من المقربين من الحاج مصطفى مشهور، كانت العصبية والخشونة تحيط بكلمات هذا الأخ
الأخ المنفعل: شف يا مختار اعتبر أننى خارج أى تصويت داخل الجماعة، سأكون فى قائمة المرشحين لفرعية القاهرة سواء انتخبنى قسم المحامين أم لم ينتخبنى
مختار: يا أخى الذى سيحكمنا هو اللائحة، أهلا بك فى القائمة إذا انتخبك القسم، أما إذا لم ينتخبك فلا وجود لك، المسألة مش عافية
الأخ المنفعل: المسألة عافية، وأنا قادر على إيقاف أى تصويت يستبعدنى، بالبلدى أنا فيها أو أخفيها
ربتُّ على كتف عبد الهادى الأنصارى وأخذته بعيدا عن المعركة الكلامية، فسألنى إيه الحكاية؟! ما سبب هذه المشادة؟
قلت بامتعاض: المسألة كما ترى، أنت تعرف هذا الأخ حق المعرفة، هو يريد أن يكون مرشحا للإخوان فى انتخابات نقابة القاهرة الفرعية
الأنصارى: وما المشكلة فى ذلك؟
أنا: المشكلة أن هناك لائحة داخلية تحكمنا، واللائحة توجب أن تتم انتخابات داخلية أولا نختار فيها من سيكون مرشحا عن الإخوان، وهذا الأخ يريد أن نتجاوز بخصوصه اللائحة، يريد أن يكون أعلى من أى اختيارات داخلية، يريد أن يكون مرشحا سواء صوتنا له أم لم نصوت
تلاشت صورة عبد الهادى الأنصارى من خيالى حين هز عاطف عواد كتفى قائلا: إنت فين؟ بكلمك وانت ولا كأنك هنا
قلت له وأنا أضع على وجهى ابتسامة ساخرة: كنت فى دنيا أخرى، ماذا كنت تقول؟
عاطف: كنت أقول إن هذه ليست أول مرة فى التزوير، وما خفى كان أعظم
أنا: تقصد أحمد سيف الإسلام حسن البنا؟
عاطف: هوّ بعينه.
انا: ولكن واقعة سيف الإسلام لا تعتبر تزويرا أنا أضعها فى خانة خوض الانتخابات بالإكراه رغم أنف الجميع
عاطف: التزوير له صور متعددة يا صديقى، سيف الإسلام خاض انتخابات نقابة المحامين دون إرادة محامى الإخوان، فى التصويت الداخلى لم يحصل إلا على صوته هو فقط، صوت واحد! رسب رسوبا كبيرا! ولعلك تذكر أن أحدا لم يكن يريده، بل كنا نجهل أنه يعمل بالمحاماة أصلا
أنا: بل لم يمارس المحاماة حقيقة، نعم هو مقيد فى جدول المحامين ولكنه لم يعمل بالمحاماة
عاطف عواد: ومع ذلك فرضه الحاج مصطفى مشهور علينا بالإكراه مع سبق الإصرار والترصد
قلت ساخرا: نعم قال لنا رأيكم لا قيمة له، ولوائحكم تلزمكم ولا تلزم الجماعة، وسيف الإسلام هو ابن حسن البنا وسيكون مرشحا فى النقابة العامة وافقتم أو رفضتم
عاطف عواد: هل تذكر كيف اعترضنا عليه؟ وكيف غضبنا على إلغاء إرادتنا، حتى أننى ومعى خالد بدوى كنا فى قمة الثورة من فرضه بالقوة
أنا: يا عم عاطف، ثوروا، انفعلوا، لكن الرأى لم يكن رأينا، والقرار لم يكن قرارنا
عاطف: نعم صدقت، فها هو يجلس فى نقابة المحامين، يرتكب فيها جرائم سياسية، ويبرم اتفاقات سرية مع خصوم الإخوان، ويستخدم موقعه كأمين عام للنقابة فى تعويق كل المشاريع التى نقدمها لخدمة المحامين!
أنا: لعنة الله على الانتخابات وتبعاتها، إنهم يقودون الجماعة بعيدا عن دورها الحقيقى فى الدعوة، والله يا عاطف إن النفس تمج هذه الألاعيب التى لا تتناسب مع وقار الجماعة
عاطف عواد: أنا لن أسكت، سأقلبها على رؤوسهم، هؤلاء ليسوا الإخوان المسلمين، ولكنهم «الإخوان المزورون»
أنا: إبعدنى يا عاطف عما ستفعل، أنا أصلا لم يرد فى بالى أن أكون مرشحا، تعرف أننى أحب إدارة الانتخابات لا خوضها. بعد أيام من هذه الواقعة كانت الدنيا قد تغيرت قليلا، ففى أثناء سفر مختار نوح ومعه مجموعة من قسم المحامين إلى الإسكندرية فى القطار، ثار عاطف عواد على مختار، وتحدث عن التزوير الذى حدث، وحينما عادوا من الإسكندرية اجتمعوا ولم أكن معهم، وحلا منهم للمشكلة التى حدثت والتزوير الذى افتضح أمره قرروا تعديل النتيجة وإعلان سقوط «الأخ التابع للحاج مصطفى مشهور» ونجاحى بدلا منه
وفى اليوم التالى لهذا القرار مباشرة صدر قرار من مكتب الإرشاد بزيادة عدد المرشحين للنقابة الفرعية بالقاهرة إلى ستة أفراد بدلا من خمسة، على أن يكون الأخ الساقط «التابع للحاج مصطفى مشهور» من ضمن أفراد قائمة المرشحين! لم أفهم إصرار مكتب الإرشاد على هذا الأخ رغم قلة إمكانياته، ووقع فى ذهنى أن الولاء عندهم مقدم على الكفاءة، وفى ما بعد عرفت أن عام 1993 هو العام الذى شهد عودة النظام الخاص للجماعة، ذلك النظام الذى ما زال معظم الإخوان يجهلون وجوده وتحكمه فى مصير الجماعة، وقد كان هذا الأخ التابع للحاج مصطفى مشهور أحد أفراد النظام الخاص الجديد، فى ثوبه المخيف، ثوب الأخطبوط
يعلن عن نفسه، يقول: أنا عام ما بعد الزلزال، أنا عام توابع الزلزال، أنا العام الذى سيتسرب منه بصيص ضوء خافت، ولكن من سيصل إليه هذا البصيص لن ينتبه له، سيظن أنه لا شىء، ولكن بعد سنوات سيدرك أن جزءا من السر الغامض كان تحت يديه، الآن بعد هذه السنوات أرانى كيوشع بن نون فتى موسى عليه السلام، لم يدرك الحقيقة إلا بعد أن تجاوز مكان «كشف الحقيقة» خرج سيدنا موسى مع الفتى «يوشع» قاصدين مجمع البحرين فى رحلة بحثهما عن العبد الصالح رجل الحقيقة، يحملان سمكة فى سلة، انطلقا بحثا عن هذا الرجل، واتجها إلى المكان المحدد حتى إذا وصلا إليه وجدا صخرة كبيرة مستوية، وكانا قد أحسّا بالتعب، فوضعا رأسيهما، وغرقا فى نوم عميق. وهناك انسلّ الحوت (السمكة) من السلة، واتخذ سبيله فى البحر سربا.. حدث هذا الأمر المعجزة وهما نائمان، فكان أمرا عجبا إذ كانت السمكة مشوية، ثم انطلقا بعد ذلك سائريْن بقية ليلتهما ويومهما، فلما أصبح الصباح، وأسفر وجه النهار قال موسى عليه السلام لفتاه: «آتنا غداءَنا، لقد لقينا من سفرنا هذا نصَبا»، نظر فتاه فى السلة فلم يجد الحوت -فقال له: «أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإنى نسيتُ الحوت»، قال له موسى عليه السلام: فذلك ما كنا نبغيه، إذ إننا سنلتقى الرجل الذى وُعدنا به فى المكان الذى نفقد فيه الحوت، سنلتقى بالحقيقة.. وشتان بين العبد الصالح رجل الحقيقة، والعبد الإخوانى رجل الأسرار، وما كان فى ظنى وقتها أبدا أن يكون الدكتور محمود عزت عضو مكتب الإرشاد هو المؤتمن على خزينة أسرار الإخوان الباطنية، ولكنه كان هو
كانت مصر تعيش شهور ما بعد الزلزال، ويبدو أن الزلزال ترك بصمته على كل شىء فى مصر، عندما توالت الخلافات فى النقابة العامة للمحامين بين أحمد سيف الإسلام حسن البنا ومختار نوح، حتى وصلت الأمور إلى حد لا يطاق، فقررت أن أفعل شيئا، اتفقت مع عاطف عواد على زيارة الدكتور محمود عزت عضو مكتب الإرشاد كى يساعدنا بما له من حظوة فى الجماعة على وضع حد للخلافات التى كادت أن توقف العمل فى نقابة المحامين، وفى معمل التحاليل الطبية الذى يمتلكه محمود عزت فى «عمارة الميريلاند» بمصر الجديدة جلسنا نتحدث، وبعد أن سردنا له طرفا من المشكلات والمعوقات التى تسبب فيها أحمد سيف الإسلام حسن البنا فى أنشطة الإخوان المسلمين بالنقابة، طلب منا الرجل أن نخرج معا لنتحدث بحرية خارج معمله، فى الطريق العام! ونزلنا بالفعل من مقر معمله إلى حديقة الميريلاند، وأخذنا نتجول حولها ونحن نتحدث
قال محمود عزت بعد فترة صمت صاحبته مذ خرجنا من معمله: كلنا طبعا يعلم طبيعة شخصية سيف الإسلام، ونعرف أنه سيثير المشكلات، ولكن سيف لن يبقى فى النقابة كثيرا، نحن أردنا من نزوله فى الانتخابات استثمار شعبيته ليس إلا، والده حسن البنا صنع لنفسه شعبية غير مسبوقة فى التاريخ الحديث، فاقت شعبيته جمال عبد الناصر وغاندى، لا يوجد أحد فى العالم إلا وهو يعرف من هو حسن البنا، ولعلك يا أخى ثروت قرأت مذكرات الشهيد سيد قطب رحمه الله، تلك المذكرات التى قال فيها إنه حينما كان فى أمريكا وعرف بخبر مقتل حسن البنا وجد أن كل من كانوا فى المستشفى التى دخلها للاستشفاء من مرض صدره أبدوا سعادتهم لمقتله
أنا: قرأت هذا فى كتاب الأستاذ محمود عبد الحليم «الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ»
سترسل محمود عزت قائلا: اسم حسن البنا كان كفيلا بفوز قائمة الإخوان، يكفى أنه والد الشخص الذى وضعناه على رأس القائمة
-نحن نستثمر اسم حسن البنا
إعادة طرح اسم حسن البنا بقوة هى الوسيلة التى ستضمن لنا «التمكين» دون أن نكون غصة فى حلق المجتمع
- لا يهمنا النقابة عندكم أو أى نقابة أخرى فكلها وسائل، والوسائل تقدر بقدرها
- فلتفشل نقابة المحامين أو تذهب فى داهية، ولكن المهم أن ننجح فى تنفيذ فكرتنا.
قبل أن يسترسل مرة أخرى قاطعه عاطف عواد بحماسته المعهودة: نحن أبناء حسن البنا نؤمن بأفكاره ولكننا لسنا أبناء سيف الإسلام حسن البنا، والأخ سيف تعددت أخطاؤه، وسيكون عبئا على الجماعة
محمود عزت: نحن شعب لا ينظر إلى الأخطاء ولكنه يهتم بالأسماء، انسوا هذه الخلافات، وينبغى أن يكون اهتمامكم بمنطقتكم أعلى من اهتمامكم بقسم المهنيين، فالمناطق الإخوانية هى الأصل، وطريقنا إلى التمكين ما زال طويلا
م أضاف: يا أخ عاطف لا تقل أبدا إننا أبناء حسن البنا أو إننا نؤمن بأفكاره، ولكن قل إننا أبناء جماعة الإخوان، نؤمن بأفكارها، يا أخ عاطف لكل زمن رجال، والرجال يتغيرون ويموتون، ولكن الجماعة لن تموت أبدا
كانت بداية الجماعة مع حسن البنا ثم مات، واستمرت الجماعة حية، ثم دخلها سيد قطب، ومات، واستمرت الجماعة حية، ثم دخل إلى الجماعة رجال عظماء سينساهم التاريخ، وسيعتبرهم العلمانيون خارجين عن الإسلام، ولكن خلايا الجماعة لم تتجدد إلا بهم
- ثقوا أننا أهل الحقيقة وما نأخذه من قرارات إنما يكون أبعد نظرا مما تتخيلون
لم يستطع عقلى ولا عقل عاطف عواد وقتها أن يستكشف بواطن كلمات محمود عزت، ألقيت أمامنا كلمة سر الجماعة ولكن استغراقنا فى مشكلة نقابة المحامين حجب عنا بصيص الضوء، وبعد سنوات من هذا الحوار، وحينما خرجتُ من الجماعة، أخذتُ أبحث عن كنز الإخوان المخبوء، ما هو سرها الذى تخفيه عن الدنيا؟ وحين عدت إلى كثير من الأحداث التى رافقت رحلتى، تذكرت كلمات محمود عزت، فوضعتها فى ترتيبها المنطقى، فإذا بكلمة السر تقفز أمام عينى
داخل عنابر سجن طرة عام 1966 جلس الشاب الغريب الغامض أبيض الوجه غائر العينين صاحب الشعر الأسود المفروق من المنتصف يستمع إلى الشيخ الأزهرى على إسماعيل، وهو يشرح الآية الكريمة من سورة الجن (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) كان درس الشيخ على إسماعيل مؤثرا بليغا، بعدها انكب الشاب على دراسة فقه المعصية، استهوته أفكار الخوارج، فقد كانت الآيات التى قرأ تفسير الخوارج لها تدل على أن مرتكب المعصية الذى لا يتوب سيخلد فى النار أبدا، وها هى إحدى الآيات التى تتحدث عن الربا، أخذ الشاب يقرأ الآية على مهل «الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان» أخذ الشاب يسترسل فى القراءة إلى أن وصل إلى قوله «ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون». الفكرة الآن فى طريقها للاستواء فى ذهن الشاب الغامض، المسلم إذا أقرض مسلما بالربا فإنه سيخلد فى النار، إذن المعصية تؤدى إلى الخلود فى النار! وليس الكفر فقط، ذُهل الشاب وهو يقرأ لأحد الخوارج تفسيره لآيات الميراث، نهاية الآية واضحة أيضا، يقرأ الشاب قول الله «تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار» حسنٌُ حسن، من يلتزم بحدود الله سيدخل جنات الله، إذن ما هو موقف من يعص الله ورسوله، الآية تقول «يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين». وحتى يستقيم الأمر فى ذهن الشاب الغامض أخذ يقرأ التفاسير المشهورة فلم يقتنع بما ورد فيها من أن الخلود فى النار هنا إنما يكون لمن عصى الله معصية كفر، أى إنما تكون لمن أنكر آيات الله كفرا بها وكفرا بالله، فالمسلم لا يخلد فى النار من معصية، عاد الشاب الغامض إلى تفسير أستاذه سيد قطب «فى ظلال القرآن» نظر على وجه الخصوص إلى تفسيره فى شأن آيات المواريث، فوجد أن سيد قطب يُكّفر المسلم الذى يرتكب معصية، وكأن الشاب الغامض قال وقتها «وجدتها وجدتها» وأظنه قفز فرحا من مكانه، وبعد أن حفظ ما قاله سيد قطب عن ظهر قلب أغمض عينيه فى هدوء فقد أخذ الكرى يداعب أجفانه ولم تقوَ الفرحة على مقاومة النوم، فنام، ولكن مصر فى يوم ما لن تعرف للنوم طريقا، فقد بدأ الشاب الغامض فى طريق لن يكون له منتهى