حسن الهضيبي : المرشد الثاني (1949- 1973)
حياته
ولد حسن الهضيبي في عرب الصوالحة مركز شبين القناطر سنة 1309 هـ، الموافق لشهر ديسمبر 1891 ميلادية. قرأ القرآن في كتاب القرية، ثم التحق بالأزهر لما كان يلوح فيه من روح دينية، وتقى مبكر، ثم تحول إلى الدراسة المدنية، حيث حصل على الشهادة الابتدائية عام 1907م. التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية، وحصل على شهادة البكالوريا عام 1911م، ثم التحق بمدرسة الحقوق، وتخرج منها عام 1915م. قضى فترة التمرين بالمحاماة في القاهرة حيث تدرج محاميًا. عمل في حقل المحاماة في مركز "شبين القناطر" لفترة قصيرة، ورحل منها إلى سوهاج لأول مرة في حياته دون سابق علم بها ودون أن يعرفه فيها أحد، وبقي فيها حتى عام 1924م حيث التحق بسلك القضاء. كان أول عمله بالقضاء في "قنا"، وانتقل إلى "نجع حمادي" عام 1925م، ثم إلى "المنصورة" عام 1930م، وبقي في "المنيا" سنة واحدة، ثم انتقل إلى أسيوط، فالزقازيق، فالجيزة عام 1933م، حيث استقر سكنه بعدها بالقاهرة. تدرج في مناصب القضاء، فكان مدير إدارة النيابات، فرئيس التفتيش القضائي، فمستشار بمحكمة النقض.
استقال من سلك القضاء بعد اختياره مرشدًا عام للإخوان عامًا 1951م. اعتقل للمرة الأولى مع إخوانه في 13 يناير 1953م، وأفرج عنه في شهر مارس من نفس العام، حيث زاره كبار ضباط الثورة معتذرين. اعتقل للمرة الثانية أواخر عام 1954م حيث حوكم، وصدر عليه الحكم بالإعدام، ثم خفف إلى المؤبد. نقل بعد عام من السجن إلى الإقامة الجبرية، لإصابته بالذبحة ولكبر سنه. رفعت عنه الإقامة الجبرية عام 1961م. أعيد اعتقاله يوم 23 أغسطس 1965م في الإسكندرية، وحوكم بإحياء التنظيم، وصدر عليه الحكم بالسجن ثلاث سنوات، على الرغم من أنه جاوز السبعين، وأخرج لمدة خمسة عشر يومًا إلى المستشفى، ثم إلى داره، ثم أعيد لإتمام مدة سجنه. مددت مدة السجن - بعد انتهاء المدة - حتى تاريخ 15 أكتوبر 1971م، حيث تم الإفراج عنه. انتقل إلى رحمة ربه - تعالى - في الساعة السابعة صباح يوم الخميس 14 شوال 1393 هـ الموافق 11 نوفمبر 1973م
ارتباطه بالإخوان المسلمين
يروي الهضيبي أن علاقته بالإخوان قد بدأت منذ عام 1942م، وقد اقتنع بهذه الدعوة بالطريق العملي قبل الطريق النظري، وذلك حين لمس من بعض أقاربه الفلاحين إدراكًا لمسائل كثيرة في الدين والسياسة ليس من عادة أمثالهم الإلمام بها، وخاصة أنهم كانو شبه أميين، ولما علم أن ذلك يعود إلى الإخوان، أعجب بهذه الدعوة، وأخذ يحرص على حضور خطب الجمعة في المساجد التي كان يخطب فيها مؤسس الجماعة حسن البنا. فمن هذا العام 1942م بدأت صلته بالدعوة عن طريق مؤسس الجماعة أثناء أحد زياراته لمدينة الزقازيق. وكان بين الذين تلقوا الدعوة رجلان من كبار المستشارين هما محمد بك العوارجي وحسن الهضيبي.
في الثاني عشر من شهر فبراير 1949مأخذ الإخوان يبحثون عن قائد آخر، وأجمعت الهيئة التأسيسية على انتخاب "حسن الهضيبي" مرشداً عامًا وذلك بعد ترشيح حسن البنا له كخليفة له حيث قال لبعض الإخوة في مكتب الإرشاد:«لو حدث لي شيء واختلفتم إلى من يكون مرشدًا بعدي فاذهبوا إلى المستشار حسن الهضيبي فأنا أرشحه ليكون مرشدًا بعدي»[1]. وبقي الهضيبي يؤدى عمله سرًّا نحو ستة شهور، كما أنه لم يترك العمل في القضاء خلالها. ولما سمحت حكومة النحاس باشا ؛ للهيئة التأسيسية للإخوان بالاجتماع، طلب أعضاؤها من الهضيبي أن يرأس اجتماع الهيئية بصفته مرشدًا للجماعة، ولكنه رفض طلبهم إذ اعتبر انتخابه من قبل الهيئة التأسيسية في المرحلة السرية من الدعوة لا يمثل رأى جمهور الإخوان، وطلب منهم أن ينتخبوا مرشداً آخر غيره، ولكن الإخوان رفضوا طلبه، وقصدت وفود الإخوان من جميع مصر بيته، وألحت عليه بالبقاء كمرشد عام للجماعة، وبعد أخذ ورد وافق على مطالب وفود الإخوان، وقدم استقالته من القضاء ؛ ليتفرغ للعمل في الإخوان المسلمين. وفي 17 أكتوبر 1951م أُعلن "حسن الهضيبي" مرشدًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين.
رفعوا شعار الموت لامريكا علنا وارتموا في احضانها سرا .............. وجاءت الوثاق الامريكيه لتفضح كل ما دار في الغرف المغلقه
وتشير المعلومات الي ان هذه الاتصالات قد بدات من اوائل الخمسينيات وانه في الوقت الدي كان فيه الاخوان يجتمعون سرا بالمستر ايفانز بالسفاره البريطانيه اثناء علاقتهم بالانجليز كانت هناك اتصالات اخري بالامريكان ومن العجب ان سعيد رمضان احد من كانو علي اتصال بالفاره البريطانيه وكان في احاديثه معهم يظهر كرهه والاخوان المسلمين للامريكان بدعوه انهم يؤازرون الصهاينه واسرائيل - وانهم لذلك ومن منطلق العقيده الاسلاميه يرفضون التعاون مع امريكا - فاننا نجد سعيد رمضان ايضا يتصل بالامريكين ومضمون الاجتماعات التي تمت بين الطريفين
رفع مستر بورديت تقريرا عن لقاءاته وجيرنجان كممثلين عن الجانب الامريكي مع محمود خلف عضو جماعه الاخوان وتضمن التقير ان السيد مخلوف نصح الامريكان بالتصال الدائم بالجماعه ورغبتهم في ان تكون الاعلاقات اكثر عمقا وحرص علي ان يوكد لهم انهم ليسوا جماعه ارهابيه
واوضح لهم مخلوف انه يريد والجماعه مساعدتهم علي حل المشكله مع اسرائيل
وانهم يعلمون ان محمد نجيب رئيس مصر سيكون سعيد بتوقيع معاهده سريه مع الولايات المتحده
وان كانوا يعتقدون ان عبد الناصر وعبد الحكيم عالمر سيرفون واكد لهم ان المصرين لن يكونوا شيوعين لانهم يكرهون الشيوعيه
الكارثه بتاريخ 12 يليوا تموز 1953 رفع السفير جيفرسون كافري تقرير عن اجتماع عقد مع احد الاعضاء القاده في جماعه الاخوان لم يذكر اسمه ووصفه بانه ابن احد مشايخ الازهر الكبار وانه علي علاقه باثنين من رجال مجلس قياده الثوره واكد التقرير علي قيام العضو من الجماعه
يتقديم معلومات عن القياده المصلريه واعلامهم بموقف الاخوان :
قرر بان الجيش ابلغ الاخوان بانهم سوف يحاربون القوات البريطانيه في الوقت المناسب وانهم يعتقدون بان الحكومه جاده في ذلك وانها ستشن الحرب علي الانجليز في القنال
وان المساعدات التي تقدم لهم يتم قطعها التي تاتي من تجار في الاسماعليه ومن بعض البدو في الصحراء الشرقيه سسوف تتوقف ايضا بسبب اعلان الطواريء واكد لهم ان الاخوان سيلتزمون بالمشاركه في الحرب معنويا فقط من الناحيه الادبيه وسيمتنعون عن الهجوم
واكد لهم ان الحرب ستكون بمعرفه المدنين الفدائين ومسانده من الجيش لهم واكد لهم اماكن المخازن السلاح واكد لهم شكه في توزيع عبد الناصر اسلحه علي الشعب واكد لهم انهم يتمنون ازاله عبد الناصر من قياده الثوره وانهم مع ان تكون مصر جمهوريه لكي يستطيعوا التحرك للوصول لاهدافهم وانهم ضد الملكيه
واكمد ان الاخوان كان موقفهم معادي الي المظاهرات المؤيده للثوره وانهم لا يوافقون علي الثوره وبالطبع اكد للامريكان كراهيتهم للبريطانين وانهم لا يتعاملون الا مع الامريكان وانهم رايهم ف يالدستور سلبي وانهم ريدون دوله اسلاميه
وهنا يظهر الاخوان في حقيقتهم
الاخوان يلعبون علي كل الحبال -
يخاطبون كل جهه بهواها كانوا يطالبون الامريكان بالتسويه مع اسرائيل اكدوا ان محمد نجيب مستعد -
علي توقيع معاهده بينه وبين الامريكان وان عبد الناصر لابد من ازاحته لانه سيعراض ذلك وعامر ايضا فكيف عرفوا ذلك؟ اللهم الا اذا كانوا يردون الوقيعه بين قياده الثوره والامريكان لمصالحهم الشخصيه وبعد ذلك هرولوا في كتاباتهم علي ان هناك علاقه بين قياده الثوره والولاياتن المتحده ليطالبوا الشعب بالانقلاب عليها
عرضوا علي امريكا وبريطانيا في نفس الوقت ان يمضوا معاهده سريه بينهم وبين مصر -
بداوا ياكدون في كتاباتهم انهم من ققاموا بهذه الثوره واتهام قياده الثوره بالاستيلاء عليها وهذا يكتب -
حتي الان في كتاباتهم وانهم يؤكدون انهم علي علاقه قويه ببعض رجال الثوره الذي سنتكلم عنه فيما بعد
اكدوا للامريكان انهم ضد الثوره من بدايه مولدها واعلن ذلك حسن الهضيبي في الاسكندريه ولما -
تاكدوا من نجاحها سارعوا في الروب علي الموجه كعادتهم وايدوها جدا
المعلومات التي قدمت للامريكا في الشئون العسكريع والقتصاديه والسياسيه الداخليه في القانون -
تخضع للخيانه بحسب قانون الدوله
صلات المرشد الهضيبي مع الجهات الاجنبيه والعماله لها تؤكد علي نفاق الجماعه وايضا سنتكلم عن التلمساني وعلاقته بالغرب وايضا ببعض رجال قياده الثوره وهو ثالت مرشد للاخوان
ابلاغ الامريكان باماكن ومخازن السلاح التي من الممكن استيلاهم عليها بعيدا عن اعين الحكومه وهذا الامر يكشف دعاوه الاخوان من انهم حصلوا عهلي السلاح من عبد الناصر كما يقولون حتي الان ووصفوا نفسهم بانهم جماعه مسالمه وليس لها في العنف
واكدت الوثائق الامريكيه فيما بعد بانهم ابلغوا الامريكان عن حدث سوف يحدث للحكومه الثوريه وذلك سيكون قبل 1953- وهو مايكشف اعدادهم لمؤامره الاستيلا علي الحكم في هذا الوقت - والذي تاكد بعد ذلك بحادث المنشيه في نفس الشهر اكتوبر ولكن سنه 1954والتى كانت من اكتر الوقائع ظهورا فى عصر الهضيبى فعلى الرغم مما ردده الإخوان من أن إنشاء جهازهم الخاص كان يهدف إلى محاربة الإنجليز ومحاربة الصهيونية، إلا أن الإخوان قد أبقوا عليه على الرغم من قيام ثورة 1952 وتولي الحكم لحكومة معادية للصهيونية وعلى الرغم من جلاء الإنجليز، وقد كون المرشد في أوائل يوليو من عام 1954 لجنة لمواجهة مواقف الحكومة من الإخوان ضمت كل من ( يوسف طلعت قائد الجهاز السري، وصلاح شادي المشرف على الجهاز السري وقائد قسم الوحدات وهو جهاز سري أيضاً، والشيخ فرغلي وهو صاحب مخزن سلاح بالإسماعيلية، ومحمود عبده من الجهاز السري القديم) مما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول الهدف الحقيقي وراء هذه اللجنة، الأمر الذي نستطيع تفسيره بوقوع حادث المنشية ومحاولة اغتيال الرئيس السابق "جمال عبد الناصر" أثناء إلقاءه لخطاب بمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء وذلك في يوم 26 من فبراير 1954 بميدان المنشية بالإسكندرية، ورغم ادعاء الإخوان لأنه حادث مدبر من نظام عبد الناصر للانتقام منهم، إلا أن المتهمين قد أقروا في المحاكمة العلنية التي أذيعت وقتها مباشرة من خلال "محكمة الشعب" بمسئولية الإخوان عن الحادث ومازال بعضهم يتفاخر بهذا حتى الآن حيث تفاخر بعضهم في برنامج الجريمة السياسية الذي أذاعته قناة الجزيرة في الـ 28 والـ 29 من ديسمبر 2006، بمسئولية الإخوان عن الحادث، ويضم الكتاب نص المحاكمة واعترافات المتهمين، والتي نستطيع أن نخلص منها إلى جانب تدبيرهم لمحاولة الإغتيال إلى انه رغم إعلان الإخوان عن حل النظام الخاص ( الجناح العسكري للجماعة) رسمياً عقب اغتيال "البنا" في 1949، إلا أن النظام الخاص ظل قائماً ومدعوم من قبل "الهضيبي"، وعلى الرغم من ادعائهم أن حفاظهم عليه كان لأجل محاربة الإحتلال، تنكشف لنا حقيقة أن الإخوان وضعوا في كل مدن القناة 4 فصائل مسلحة فقط بينما وضعوا في القاهرة 12 فصيل مما يعني أن جهادهم المزعوم وجهازهم كان ضد رجال الثورة وليس الانجليز.
وبعد الحادث بعدة سنوات وفي 30 أكتوبر من عام 1965 أخطرت نيابة أمن الدولة العليا أن جماعة الإخوان قد قامت بإعادة تنظيم نفسحها تنظيماً مسلحاً للقيام بعدة عمليات إغتيال ونسف وتدمير منشآت حيوية بالبلاد، وكان الأمر قد تم اكتشافه عبر إبلاغ الشرطة العسكرية أنها قد ألقت القبض على مجند وهو يتفاوض لشراء أسلحة من أحد زملاءه وبالتحقيق معه إعترف بأن هذه الأسلحة لصالح عدد من قادة جماعة الإخوان وعلى رأسهم "سيد قطب"، وتم القبض على سيد قطب وحكم عليه بالإعدام، وسجن معه شركاءه "محمود عزت"، و"محمد عبد البديع" وهو المرشد الثامن للجماعة
اما عن علاقته بعبد الناصر
بعد أربعة أشهر على قيام الثورة، وبالتحديد في صبيحة يوم صدور قانون حل الأحزاب في يناير سنة 1953م حضر إلى مكتب جمال عبدالناصر وفد من الاخوان المسلمين مكون من الصاغ الإخواني صلاح شادي والمحامي منير الدولة وقالا له: "الآن وبعد حل الأحزاب لم يبق من مؤيد للثورة إلا جماعة الإخوان ولهذا فانهم يجب أن يكونوا في وضع يليق بدورهم وبحاجة الثورة لهم"، فقال لهما جمال عبدالناصر: "إن الثورة ليست في أزمة أو محنة، وإذا كان الإخوان يعتقدون أن هذا الظرف هو ظرف المطالب وفرض الشروط فأنهم مخطئون"..
لكنه سألهما بعد ذلك: "حسناً ما هو المطلوب لاستمرار تأييدكم للثورة"؟ فقالا له: "اننا نطالب بعرض كافة القوانين والقرارات التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها.. وهذا هو سبيلنا لتأييدكم إذا أردتم التأييد".
فقال لهما جمال: "لقد قلت للمرشد في وقت سابق إن الثورة لا تقبل أي وصاية من الكنيسة أو ما شابهها..وانني أكررها اليوم مرة أخرى..
وبكل عزم وحزم.لكنهما أصرا على موقفهما وأبلغا عبد الناصر ان مهمتهما في هذا اللقاء ليست النقاش بل ابلاغ مطالب الاخوان فقط ونقل رد مجلس قيادة الثورة الى مكتب الارشاد،
ثم جددا التأكيد على مطالب الاخوان المسلمين وهي:
أولاً: ألا ّ يصدر أي قانون إلا ّ بعد أن يتم عرضه على مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين ويحصل على موافقته.
ثانياً: ألا ّ يصدر أي قرار إلا بعد أن يقره مكتب الإرشاد.
وقد رفض جمال عبدالناصر بكل حزم هذين الشرطين لأن الإخوان أرادوا من خلالهما وغيرهما من الشروط الأخرى الحكم من خلف الستار وعدم تحمل تبعات الحكم الداخلية والخارجية.
كان هذا الموقف الحازم لجمال عبدالناصر من مطالب الإخوان المسلمين نقطة التحول في موقفهم من الثورة وحكومة الثورة، إذ دأب المرشد بعد هذا التحول على إعطاء تصريحات صحفية مهاجماً فيها الثورة وحكومتها في الصحافة الخارجية والداخلية، كما صدرت الأوامر والتعليمات إلى هيئات الإخوان بأن يظهروا دائماً في المهرجانات والمناسبات التي يحضرها وينظمها رجال الثورة بمظهر الخصم المتحدي!!
وبعد ذلك قابل جمال عبدالناصر المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبي في منزله بمنشية البكري في حي مصر الجديدة شمال مدينة القاهرة على أساس أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين "الثورة" و"الإخوان" بعيداً عن الوصاية الدينية او السياسية،
لكنه فوجئ بأن الهضيبي تراجع عن الشروط السابقة وقدم بدلاً عنها مطالب جديدة تتمثل في مطالبة مجلس قيادة الثورة بإصدار مراسيم بفرض الحجاب على النساء وإقفال دور السينما والمسارح ومنع وتحريم الأغاني و الموسيقى وتعميم الأناشيد الدينية واصدار مرسوم يلزم القائمين على حفلات وقاعات الافراح باستخدام أناشيد مصحوبة بايقاعات الصاجات (الدفوف) فقط، ومنع النساء من العمل وإزالة كافة التماثيل القديمة والحديثة من القاهرة وكل أنحاء مصر.
كان رد عبد الناصر على هذه المطالب: "لن اسمح لهم بتحويلنا إلى شعب بدائي يعيش في أدغال أفريقيا مرة أخرى"،
ورفض جميع هذه المطالب الجديدة التي تقدم بها "الإخوان المسلمون"وتساءل أمام مرشدهم الإمام حسن الهضيبي بصراحة ووضوح: "لماذا بايعتم الملك فاروق خليفة على المسلمين؟
ولماذا لم تطالبوه بهذه المطالب عندما كانت هذه الأشياء مباحة بشكل مطلق؟ ولماذا كنتم تقولون قبل قيام الثورة: "إن الأمر لولي الأمر"؟!!
واللافت للنظر ان الاخوان المسلمين قبلوا على مضض ــاو تظاهروا بقبول ــرفض جمال عبدالناصر لجميع المطالب التي عرضوها عليه في اللقاءات السابقة،
لكنهم أصروا على مطلب واحد يتعلق بضرورة الشروع باصدار مرسوم يقضي بفرض الحجاب على النساء، وقد حدث ذلك عندما اتصل به المرشد العام حسن الهضيبي واخبره بان مكتب الارشاد كلف كلا من حامد ابو النصر والشيخ فرغلي بمقابلته لأمر لا يعتقد الاخوان بانه قابل للتأجيل.وعندما قابل عبدالناصر موفدي الاخوان عرضا عليه رسوما قالوا انها تقريبية لثلاثة نماذج من الحجاب يمكن تطبيقها على مراحل بصورة تدريجية وفور مشاهدة عبدالناصر لهذه الرسوم التقريبية ضحك ساخرا وقال لهم (انا مش عارف سبب اهتمامكم باستهداف الستات!!).ثم توجه الى حامد ابو النصر متسائلا "طيب ليه بناتك سافرات ياستاذ حامد و ليه متلزمهمش بواحد من الحجاب ده اللي عايزين من مجلس قيادة الثورة فرضه على الستات بمراسيم"!!؟؟ بعد فشل هذا اللقاء حاول "الاخوان المسلمون" صياغة أفكار جديدة حول شكل النظام السياسي الذي يجب ان تحدده الثورة
فكانت علاقه الهضيبى بعبد الناصر ومجلس قياده الثورة فى اشد حالات التوتر لمحاولات الهضيبى اخضاعهم تحت لوائة
يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه الذي سماه "من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث" الطبعة الثانية 1963 - الناشر دار الكتب الحديثة لصاحبها توفيق عفيفي 14 شارع الجمهورية عن تولى المستشار حسن الهضيبى لمنصب المرشد العام للجماعة "استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذا حالها وصنعت ما صنعت، ولقد سمعنا كلاماً كثيراً عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان ولكني لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو التي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة".
وهذا الاعتراف الصريح من الإخوانى البارز الشيخ محمد الغزالي أحد أقرب الشخصيات للشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان ثبت الآن صدقه، ففى دراسة حديثة تحمل عنوان (الماسونية والماسون في مصر) صدرت في كتاب عن سلسلة مصر النهضة بدار الكتب للباحث وائل إبراهيم الدسوقى جمع فيها الباحث تاريخ الحركة الماسونية في مصر وأسم مشاهير الماسونيين المصريين جاء أسم المستشار حسن الهضيبى بينهم، هذا الرجل بادر الثورة بالعداء، قبل قيام الثورة جبن وخاف وعندما طلب منه الرئيس عبد الناصر دعم الثورة عند اندلاعها رفض طلبه، وبعد الثورة طلب الوصاية عليها وأن تحكم جماعة الإخوان المسلمين البلاد،وعندما رفض عبد الناصر سعى الهضيبى لتخريب كل محاولات رأب الصدع بين الثورة والجماعة، حتى انتهت الأمور إلى محاولة الأخوان المسلمين اغتيال الرئيس عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954 ورغم إنكار الإخوان لتلك المحاولة لسنين طويلة إلا أنهم عادوا واعترفوا بها مؤخرا في كتبهم وأحاديثهم وإن جاء الاعتراف كعادتهم ملتويا كالقول ربما يكون جناحا أو شعبة من الجماعة هو الذى أرتكب العملية وليست الجماعة كلها.
ومن أطرف ما ينسب للمستشار حسن الهضيبى طلبه من الرئيس عبد الناصر قبل تفجر الخلافات بينهما أن يصدر قرارا جمهوريا بتعميم ارتداء الحجاب في مصر، وعندما تعجب الرئيس عبد الناصر من ذلك وقال له أن قرارا ذلك سيجعله مدعاة للسخرية وأن الناس سيتندرون عليه ويقولون لقد عاد الحاكم بأمر الله، وأن الدولة مسئوليتها الحفاظ على الأخلاق ورعاية الدين وليس فرضه قهرا على الناس، رفض الهضيبى منطق عبد الناصر، وهنا أخرسه الرئيس عبد الناصر بقوله له : كيف تطلب منى تعميم الحجاب بقرار في مصر كلها وأنت نفسك ابنتك التى تدرس في كلية الطب غير محجبة؟
فبهت الهضيبي ولم يستطع الرد على عبد الناصر .
ولد حسن الهضيبي في عرب الصوالحة مركز شبين القناطر سنة 1309 هـ، الموافق لشهر ديسمبر 1891 ميلادية. قرأ القرآن في كتاب القرية، ثم التحق بالأزهر لما كان يلوح فيه من روح دينية، وتقى مبكر، ثم تحول إلى الدراسة المدنية، حيث حصل على الشهادة الابتدائية عام 1907م. التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية، وحصل على شهادة البكالوريا عام 1911م، ثم التحق بمدرسة الحقوق، وتخرج منها عام 1915م. قضى فترة التمرين بالمحاماة في القاهرة حيث تدرج محاميًا. عمل في حقل المحاماة في مركز "شبين القناطر" لفترة قصيرة، ورحل منها إلى سوهاج لأول مرة في حياته دون سابق علم بها ودون أن يعرفه فيها أحد، وبقي فيها حتى عام 1924م حيث التحق بسلك القضاء. كان أول عمله بالقضاء في "قنا"، وانتقل إلى "نجع حمادي" عام 1925م، ثم إلى "المنصورة" عام 1930م، وبقي في "المنيا" سنة واحدة، ثم انتقل إلى أسيوط، فالزقازيق، فالجيزة عام 1933م، حيث استقر سكنه بعدها بالقاهرة. تدرج في مناصب القضاء، فكان مدير إدارة النيابات، فرئيس التفتيش القضائي، فمستشار بمحكمة النقض.
استقال من سلك القضاء بعد اختياره مرشدًا عام للإخوان عامًا 1951م. اعتقل للمرة الأولى مع إخوانه في 13 يناير 1953م، وأفرج عنه في شهر مارس من نفس العام، حيث زاره كبار ضباط الثورة معتذرين. اعتقل للمرة الثانية أواخر عام 1954م حيث حوكم، وصدر عليه الحكم بالإعدام، ثم خفف إلى المؤبد. نقل بعد عام من السجن إلى الإقامة الجبرية، لإصابته بالذبحة ولكبر سنه. رفعت عنه الإقامة الجبرية عام 1961م. أعيد اعتقاله يوم 23 أغسطس 1965م في الإسكندرية، وحوكم بإحياء التنظيم، وصدر عليه الحكم بالسجن ثلاث سنوات، على الرغم من أنه جاوز السبعين، وأخرج لمدة خمسة عشر يومًا إلى المستشفى، ثم إلى داره، ثم أعيد لإتمام مدة سجنه. مددت مدة السجن - بعد انتهاء المدة - حتى تاريخ 15 أكتوبر 1971م، حيث تم الإفراج عنه. انتقل إلى رحمة ربه - تعالى - في الساعة السابعة صباح يوم الخميس 14 شوال 1393 هـ الموافق 11 نوفمبر 1973م
ارتباطه بالإخوان المسلمين
يروي الهضيبي أن علاقته بالإخوان قد بدأت منذ عام 1942م، وقد اقتنع بهذه الدعوة بالطريق العملي قبل الطريق النظري، وذلك حين لمس من بعض أقاربه الفلاحين إدراكًا لمسائل كثيرة في الدين والسياسة ليس من عادة أمثالهم الإلمام بها، وخاصة أنهم كانو شبه أميين، ولما علم أن ذلك يعود إلى الإخوان، أعجب بهذه الدعوة، وأخذ يحرص على حضور خطب الجمعة في المساجد التي كان يخطب فيها مؤسس الجماعة حسن البنا. فمن هذا العام 1942م بدأت صلته بالدعوة عن طريق مؤسس الجماعة أثناء أحد زياراته لمدينة الزقازيق. وكان بين الذين تلقوا الدعوة رجلان من كبار المستشارين هما محمد بك العوارجي وحسن الهضيبي.
في الثاني عشر من شهر فبراير 1949مأخذ الإخوان يبحثون عن قائد آخر، وأجمعت الهيئة التأسيسية على انتخاب "حسن الهضيبي" مرشداً عامًا وذلك بعد ترشيح حسن البنا له كخليفة له حيث قال لبعض الإخوة في مكتب الإرشاد:«لو حدث لي شيء واختلفتم إلى من يكون مرشدًا بعدي فاذهبوا إلى المستشار حسن الهضيبي فأنا أرشحه ليكون مرشدًا بعدي»[1]. وبقي الهضيبي يؤدى عمله سرًّا نحو ستة شهور، كما أنه لم يترك العمل في القضاء خلالها. ولما سمحت حكومة النحاس باشا ؛ للهيئة التأسيسية للإخوان بالاجتماع، طلب أعضاؤها من الهضيبي أن يرأس اجتماع الهيئية بصفته مرشدًا للجماعة، ولكنه رفض طلبهم إذ اعتبر انتخابه من قبل الهيئة التأسيسية في المرحلة السرية من الدعوة لا يمثل رأى جمهور الإخوان، وطلب منهم أن ينتخبوا مرشداً آخر غيره، ولكن الإخوان رفضوا طلبه، وقصدت وفود الإخوان من جميع مصر بيته، وألحت عليه بالبقاء كمرشد عام للجماعة، وبعد أخذ ورد وافق على مطالب وفود الإخوان، وقدم استقالته من القضاء ؛ ليتفرغ للعمل في الإخوان المسلمين. وفي 17 أكتوبر 1951م أُعلن "حسن الهضيبي" مرشدًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين.
رفعوا شعار الموت لامريكا علنا وارتموا في احضانها سرا .............. وجاءت الوثاق الامريكيه لتفضح كل ما دار في الغرف المغلقه
وتشير المعلومات الي ان هذه الاتصالات قد بدات من اوائل الخمسينيات وانه في الوقت الدي كان فيه الاخوان يجتمعون سرا بالمستر ايفانز بالسفاره البريطانيه اثناء علاقتهم بالانجليز كانت هناك اتصالات اخري بالامريكان ومن العجب ان سعيد رمضان احد من كانو علي اتصال بالفاره البريطانيه وكان في احاديثه معهم يظهر كرهه والاخوان المسلمين للامريكان بدعوه انهم يؤازرون الصهاينه واسرائيل - وانهم لذلك ومن منطلق العقيده الاسلاميه يرفضون التعاون مع امريكا - فاننا نجد سعيد رمضان ايضا يتصل بالامريكين ومضمون الاجتماعات التي تمت بين الطريفين
رفع مستر بورديت تقريرا عن لقاءاته وجيرنجان كممثلين عن الجانب الامريكي مع محمود خلف عضو جماعه الاخوان وتضمن التقير ان السيد مخلوف نصح الامريكان بالتصال الدائم بالجماعه ورغبتهم في ان تكون الاعلاقات اكثر عمقا وحرص علي ان يوكد لهم انهم ليسوا جماعه ارهابيه
واوضح لهم مخلوف انه يريد والجماعه مساعدتهم علي حل المشكله مع اسرائيل
وانهم يعلمون ان محمد نجيب رئيس مصر سيكون سعيد بتوقيع معاهده سريه مع الولايات المتحده
وان كانوا يعتقدون ان عبد الناصر وعبد الحكيم عالمر سيرفون واكد لهم ان المصرين لن يكونوا شيوعين لانهم يكرهون الشيوعيه
الكارثه بتاريخ 12 يليوا تموز 1953 رفع السفير جيفرسون كافري تقرير عن اجتماع عقد مع احد الاعضاء القاده في جماعه الاخوان لم يذكر اسمه ووصفه بانه ابن احد مشايخ الازهر الكبار وانه علي علاقه باثنين من رجال مجلس قياده الثوره واكد التقرير علي قيام العضو من الجماعه
يتقديم معلومات عن القياده المصلريه واعلامهم بموقف الاخوان :
قرر بان الجيش ابلغ الاخوان بانهم سوف يحاربون القوات البريطانيه في الوقت المناسب وانهم يعتقدون بان الحكومه جاده في ذلك وانها ستشن الحرب علي الانجليز في القنال
وان المساعدات التي تقدم لهم يتم قطعها التي تاتي من تجار في الاسماعليه ومن بعض البدو في الصحراء الشرقيه سسوف تتوقف ايضا بسبب اعلان الطواريء واكد لهم ان الاخوان سيلتزمون بالمشاركه في الحرب معنويا فقط من الناحيه الادبيه وسيمتنعون عن الهجوم
واكد لهم ان الحرب ستكون بمعرفه المدنين الفدائين ومسانده من الجيش لهم واكد لهم اماكن المخازن السلاح واكد لهم شكه في توزيع عبد الناصر اسلحه علي الشعب واكد لهم انهم يتمنون ازاله عبد الناصر من قياده الثوره وانهم مع ان تكون مصر جمهوريه لكي يستطيعوا التحرك للوصول لاهدافهم وانهم ضد الملكيه
واكمد ان الاخوان كان موقفهم معادي الي المظاهرات المؤيده للثوره وانهم لا يوافقون علي الثوره وبالطبع اكد للامريكان كراهيتهم للبريطانين وانهم لا يتعاملون الا مع الامريكان وانهم رايهم ف يالدستور سلبي وانهم ريدون دوله اسلاميه
وهنا يظهر الاخوان في حقيقتهم
الاخوان يلعبون علي كل الحبال -
يخاطبون كل جهه بهواها كانوا يطالبون الامريكان بالتسويه مع اسرائيل اكدوا ان محمد نجيب مستعد -
علي توقيع معاهده بينه وبين الامريكان وان عبد الناصر لابد من ازاحته لانه سيعراض ذلك وعامر ايضا فكيف عرفوا ذلك؟ اللهم الا اذا كانوا يردون الوقيعه بين قياده الثوره والامريكان لمصالحهم الشخصيه وبعد ذلك هرولوا في كتاباتهم علي ان هناك علاقه بين قياده الثوره والولاياتن المتحده ليطالبوا الشعب بالانقلاب عليها
عرضوا علي امريكا وبريطانيا في نفس الوقت ان يمضوا معاهده سريه بينهم وبين مصر -
بداوا ياكدون في كتاباتهم انهم من ققاموا بهذه الثوره واتهام قياده الثوره بالاستيلاء عليها وهذا يكتب -
حتي الان في كتاباتهم وانهم يؤكدون انهم علي علاقه قويه ببعض رجال الثوره الذي سنتكلم عنه فيما بعد
اكدوا للامريكان انهم ضد الثوره من بدايه مولدها واعلن ذلك حسن الهضيبي في الاسكندريه ولما -
تاكدوا من نجاحها سارعوا في الروب علي الموجه كعادتهم وايدوها جدا
المعلومات التي قدمت للامريكا في الشئون العسكريع والقتصاديه والسياسيه الداخليه في القانون -
تخضع للخيانه بحسب قانون الدوله
صلات المرشد الهضيبي مع الجهات الاجنبيه والعماله لها تؤكد علي نفاق الجماعه وايضا سنتكلم عن التلمساني وعلاقته بالغرب وايضا ببعض رجال قياده الثوره وهو ثالت مرشد للاخوان
ابلاغ الامريكان باماكن ومخازن السلاح التي من الممكن استيلاهم عليها بعيدا عن اعين الحكومه وهذا الامر يكشف دعاوه الاخوان من انهم حصلوا عهلي السلاح من عبد الناصر كما يقولون حتي الان ووصفوا نفسهم بانهم جماعه مسالمه وليس لها في العنف
واكدت الوثائق الامريكيه فيما بعد بانهم ابلغوا الامريكان عن حدث سوف يحدث للحكومه الثوريه وذلك سيكون قبل 1953- وهو مايكشف اعدادهم لمؤامره الاستيلا علي الحكم في هذا الوقت - والذي تاكد بعد ذلك بحادث المنشيه في نفس الشهر اكتوبر ولكن سنه 1954والتى كانت من اكتر الوقائع ظهورا فى عصر الهضيبى فعلى الرغم مما ردده الإخوان من أن إنشاء جهازهم الخاص كان يهدف إلى محاربة الإنجليز ومحاربة الصهيونية، إلا أن الإخوان قد أبقوا عليه على الرغم من قيام ثورة 1952 وتولي الحكم لحكومة معادية للصهيونية وعلى الرغم من جلاء الإنجليز، وقد كون المرشد في أوائل يوليو من عام 1954 لجنة لمواجهة مواقف الحكومة من الإخوان ضمت كل من ( يوسف طلعت قائد الجهاز السري، وصلاح شادي المشرف على الجهاز السري وقائد قسم الوحدات وهو جهاز سري أيضاً، والشيخ فرغلي وهو صاحب مخزن سلاح بالإسماعيلية، ومحمود عبده من الجهاز السري القديم) مما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول الهدف الحقيقي وراء هذه اللجنة، الأمر الذي نستطيع تفسيره بوقوع حادث المنشية ومحاولة اغتيال الرئيس السابق "جمال عبد الناصر" أثناء إلقاءه لخطاب بمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء وذلك في يوم 26 من فبراير 1954 بميدان المنشية بالإسكندرية، ورغم ادعاء الإخوان لأنه حادث مدبر من نظام عبد الناصر للانتقام منهم، إلا أن المتهمين قد أقروا في المحاكمة العلنية التي أذيعت وقتها مباشرة من خلال "محكمة الشعب" بمسئولية الإخوان عن الحادث ومازال بعضهم يتفاخر بهذا حتى الآن حيث تفاخر بعضهم في برنامج الجريمة السياسية الذي أذاعته قناة الجزيرة في الـ 28 والـ 29 من ديسمبر 2006، بمسئولية الإخوان عن الحادث، ويضم الكتاب نص المحاكمة واعترافات المتهمين، والتي نستطيع أن نخلص منها إلى جانب تدبيرهم لمحاولة الإغتيال إلى انه رغم إعلان الإخوان عن حل النظام الخاص ( الجناح العسكري للجماعة) رسمياً عقب اغتيال "البنا" في 1949، إلا أن النظام الخاص ظل قائماً ومدعوم من قبل "الهضيبي"، وعلى الرغم من ادعائهم أن حفاظهم عليه كان لأجل محاربة الإحتلال، تنكشف لنا حقيقة أن الإخوان وضعوا في كل مدن القناة 4 فصائل مسلحة فقط بينما وضعوا في القاهرة 12 فصيل مما يعني أن جهادهم المزعوم وجهازهم كان ضد رجال الثورة وليس الانجليز.
وبعد الحادث بعدة سنوات وفي 30 أكتوبر من عام 1965 أخطرت نيابة أمن الدولة العليا أن جماعة الإخوان قد قامت بإعادة تنظيم نفسحها تنظيماً مسلحاً للقيام بعدة عمليات إغتيال ونسف وتدمير منشآت حيوية بالبلاد، وكان الأمر قد تم اكتشافه عبر إبلاغ الشرطة العسكرية أنها قد ألقت القبض على مجند وهو يتفاوض لشراء أسلحة من أحد زملاءه وبالتحقيق معه إعترف بأن هذه الأسلحة لصالح عدد من قادة جماعة الإخوان وعلى رأسهم "سيد قطب"، وتم القبض على سيد قطب وحكم عليه بالإعدام، وسجن معه شركاءه "محمود عزت"، و"محمد عبد البديع" وهو المرشد الثامن للجماعة
اما عن علاقته بعبد الناصر
بعد أربعة أشهر على قيام الثورة، وبالتحديد في صبيحة يوم صدور قانون حل الأحزاب في يناير سنة 1953م حضر إلى مكتب جمال عبدالناصر وفد من الاخوان المسلمين مكون من الصاغ الإخواني صلاح شادي والمحامي منير الدولة وقالا له: "الآن وبعد حل الأحزاب لم يبق من مؤيد للثورة إلا جماعة الإخوان ولهذا فانهم يجب أن يكونوا في وضع يليق بدورهم وبحاجة الثورة لهم"، فقال لهما جمال عبدالناصر: "إن الثورة ليست في أزمة أو محنة، وإذا كان الإخوان يعتقدون أن هذا الظرف هو ظرف المطالب وفرض الشروط فأنهم مخطئون"..
لكنه سألهما بعد ذلك: "حسناً ما هو المطلوب لاستمرار تأييدكم للثورة"؟ فقالا له: "اننا نطالب بعرض كافة القوانين والقرارات التي سيتخذها مجلس قيادة الثورة قبل صدورها على مكتب الإرشاد لمراجعتها من ناحية مدى تطابقها مع شرع الله والموافقة عليها.. وهذا هو سبيلنا لتأييدكم إذا أردتم التأييد".
فقال لهما جمال: "لقد قلت للمرشد في وقت سابق إن الثورة لا تقبل أي وصاية من الكنيسة أو ما شابهها..وانني أكررها اليوم مرة أخرى..
وبكل عزم وحزم.لكنهما أصرا على موقفهما وأبلغا عبد الناصر ان مهمتهما في هذا اللقاء ليست النقاش بل ابلاغ مطالب الاخوان فقط ونقل رد مجلس قيادة الثورة الى مكتب الارشاد،
ثم جددا التأكيد على مطالب الاخوان المسلمين وهي:
أولاً: ألا ّ يصدر أي قانون إلا ّ بعد أن يتم عرضه على مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين ويحصل على موافقته.
ثانياً: ألا ّ يصدر أي قرار إلا بعد أن يقره مكتب الإرشاد.
وقد رفض جمال عبدالناصر بكل حزم هذين الشرطين لأن الإخوان أرادوا من خلالهما وغيرهما من الشروط الأخرى الحكم من خلف الستار وعدم تحمل تبعات الحكم الداخلية والخارجية.
كان هذا الموقف الحازم لجمال عبدالناصر من مطالب الإخوان المسلمين نقطة التحول في موقفهم من الثورة وحكومة الثورة، إذ دأب المرشد بعد هذا التحول على إعطاء تصريحات صحفية مهاجماً فيها الثورة وحكومتها في الصحافة الخارجية والداخلية، كما صدرت الأوامر والتعليمات إلى هيئات الإخوان بأن يظهروا دائماً في المهرجانات والمناسبات التي يحضرها وينظمها رجال الثورة بمظهر الخصم المتحدي!!
وبعد ذلك قابل جمال عبدالناصر المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبي في منزله بمنشية البكري في حي مصر الجديدة شمال مدينة القاهرة على أساس أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين "الثورة" و"الإخوان" بعيداً عن الوصاية الدينية او السياسية،
لكنه فوجئ بأن الهضيبي تراجع عن الشروط السابقة وقدم بدلاً عنها مطالب جديدة تتمثل في مطالبة مجلس قيادة الثورة بإصدار مراسيم بفرض الحجاب على النساء وإقفال دور السينما والمسارح ومنع وتحريم الأغاني و الموسيقى وتعميم الأناشيد الدينية واصدار مرسوم يلزم القائمين على حفلات وقاعات الافراح باستخدام أناشيد مصحوبة بايقاعات الصاجات (الدفوف) فقط، ومنع النساء من العمل وإزالة كافة التماثيل القديمة والحديثة من القاهرة وكل أنحاء مصر.
كان رد عبد الناصر على هذه المطالب: "لن اسمح لهم بتحويلنا إلى شعب بدائي يعيش في أدغال أفريقيا مرة أخرى"،
ورفض جميع هذه المطالب الجديدة التي تقدم بها "الإخوان المسلمون"وتساءل أمام مرشدهم الإمام حسن الهضيبي بصراحة ووضوح: "لماذا بايعتم الملك فاروق خليفة على المسلمين؟
ولماذا لم تطالبوه بهذه المطالب عندما كانت هذه الأشياء مباحة بشكل مطلق؟ ولماذا كنتم تقولون قبل قيام الثورة: "إن الأمر لولي الأمر"؟!!
واللافت للنظر ان الاخوان المسلمين قبلوا على مضض ــاو تظاهروا بقبول ــرفض جمال عبدالناصر لجميع المطالب التي عرضوها عليه في اللقاءات السابقة،
لكنهم أصروا على مطلب واحد يتعلق بضرورة الشروع باصدار مرسوم يقضي بفرض الحجاب على النساء، وقد حدث ذلك عندما اتصل به المرشد العام حسن الهضيبي واخبره بان مكتب الارشاد كلف كلا من حامد ابو النصر والشيخ فرغلي بمقابلته لأمر لا يعتقد الاخوان بانه قابل للتأجيل.وعندما قابل عبدالناصر موفدي الاخوان عرضا عليه رسوما قالوا انها تقريبية لثلاثة نماذج من الحجاب يمكن تطبيقها على مراحل بصورة تدريجية وفور مشاهدة عبدالناصر لهذه الرسوم التقريبية ضحك ساخرا وقال لهم (انا مش عارف سبب اهتمامكم باستهداف الستات!!).ثم توجه الى حامد ابو النصر متسائلا "طيب ليه بناتك سافرات ياستاذ حامد و ليه متلزمهمش بواحد من الحجاب ده اللي عايزين من مجلس قيادة الثورة فرضه على الستات بمراسيم"!!؟؟ بعد فشل هذا اللقاء حاول "الاخوان المسلمون" صياغة أفكار جديدة حول شكل النظام السياسي الذي يجب ان تحدده الثورة
فكانت علاقه الهضيبى بعبد الناصر ومجلس قياده الثورة فى اشد حالات التوتر لمحاولات الهضيبى اخضاعهم تحت لوائة
يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه الذي سماه "من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث" الطبعة الثانية 1963 - الناشر دار الكتب الحديثة لصاحبها توفيق عفيفي 14 شارع الجمهورية عن تولى المستشار حسن الهضيبى لمنصب المرشد العام للجماعة "استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولى قيادتها وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذا حالها وصنعت ما صنعت، ولقد سمعنا كلاماً كثيراً عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان ولكني لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو التي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة".
وهذا الاعتراف الصريح من الإخوانى البارز الشيخ محمد الغزالي أحد أقرب الشخصيات للشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان ثبت الآن صدقه، ففى دراسة حديثة تحمل عنوان (الماسونية والماسون في مصر) صدرت في كتاب عن سلسلة مصر النهضة بدار الكتب للباحث وائل إبراهيم الدسوقى جمع فيها الباحث تاريخ الحركة الماسونية في مصر وأسم مشاهير الماسونيين المصريين جاء أسم المستشار حسن الهضيبى بينهم، هذا الرجل بادر الثورة بالعداء، قبل قيام الثورة جبن وخاف وعندما طلب منه الرئيس عبد الناصر دعم الثورة عند اندلاعها رفض طلبه، وبعد الثورة طلب الوصاية عليها وأن تحكم جماعة الإخوان المسلمين البلاد،وعندما رفض عبد الناصر سعى الهضيبى لتخريب كل محاولات رأب الصدع بين الثورة والجماعة، حتى انتهت الأمور إلى محاولة الأخوان المسلمين اغتيال الرئيس عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954 ورغم إنكار الإخوان لتلك المحاولة لسنين طويلة إلا أنهم عادوا واعترفوا بها مؤخرا في كتبهم وأحاديثهم وإن جاء الاعتراف كعادتهم ملتويا كالقول ربما يكون جناحا أو شعبة من الجماعة هو الذى أرتكب العملية وليست الجماعة كلها.
ومن أطرف ما ينسب للمستشار حسن الهضيبى طلبه من الرئيس عبد الناصر قبل تفجر الخلافات بينهما أن يصدر قرارا جمهوريا بتعميم ارتداء الحجاب في مصر، وعندما تعجب الرئيس عبد الناصر من ذلك وقال له أن قرارا ذلك سيجعله مدعاة للسخرية وأن الناس سيتندرون عليه ويقولون لقد عاد الحاكم بأمر الله، وأن الدولة مسئوليتها الحفاظ على الأخلاق ورعاية الدين وليس فرضه قهرا على الناس، رفض الهضيبى منطق عبد الناصر، وهنا أخرسه الرئيس عبد الناصر بقوله له : كيف تطلب منى تعميم الحجاب بقرار في مصر كلها وأنت نفسك ابنتك التى تدرس في كلية الطب غير محجبة؟
فبهت الهضيبي ولم يستطع الرد على عبد الناصر .