: كيفية إدارة الدولة
لعل أخطر ما فى هذه الوثيقة أنها توضح الشكل الانقلابى الذى يعده الإخوان للسيطرة على نظام الحكم والوصول إلى مرحلة إدارة الدولة، أو ما اصطلح على تسميته فى تلك الوثيقة الخطيرة بالاستعداد للمهام المستقبلية.
وتشير الوثيقة الى: «أن المحافظة على الحالة من التمكين التى يصل إليها المجتمع يتطلب ضرورة امتلاك القدرة على إدارة الدولة لمواجهة احتمال اضطرارنا لإدارة الدولة بأنفسنا، وفى الوقت ذاته ستؤدى حالة التمكين إلى تكالب القوى المعادية الخارجية؛ لذا كان لابد من الاستعداد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية من خلال أن يكون لدينا – الإخوان – رؤية لمواجهة التحديات، سواء من حيث امتلاك الإمكانات اللازمة لتحقيق هذه الرؤية والقدرة على تطويرها، وهذا يتطلب إعداد البناء الداخلى بما يتواكب مع متطلبات المرحلة ويحقق الاستخدام الأمثل للموارد الذى اصطلحت الوثيقة على تسميته «بالكفاءة».
وتضيف الوثيقة: «إن هذا يمثل التحدى العملى لتحقيق الخطة بأهدافها المختلفة؛ مما يستوجب التعامل مع جزئيات البناء الداخلى لتطويرها كى تتوافق مع طبيعة المرحلة القادمة سواء من حيث الرؤية أو التكوين للأفراد أو البناء الهيكلى على النحو التالي: فعلى صعيد الرؤية، وهى أحد أهم أضلاع مثلث مرحلة الكفاءة، فإن هذا يتطلب توحيد توجهات الصف فى اتجاه البناء والتغيير؛ لذا لابد من استيعاب كامل من قبل الصف «العناصر الإخوانية» لقضية التغيير ووضوح كامل للتوجهات حتى لا تواجه الخطة بالمقاومة السلبية من الداخل، وضرورة البدء بطرح قضية التغيير للحوار على جميع المستويات من أجل أن يتفاعل ويكون عامل المشاركة دافعاً لإثارة كوامن الفكر والمبادرة وتجسيد القضية». وهنا قد يثار السؤال لماذا يتوقع خيرت الشاطر مقاومة من الداخل لقضية التغيير لأن ما طرح من قبل، وهو عين ما تم الاتفاق عليه بين التلمسانى ومبارك فور الإفراج عن الأول من السجن، لم يكن يحتوى السعى فى طريق تغيير النظام أو الانقلاب عليه، وسارت فى هذا الاتجاه جميع برامج التربية داخل الجماعة، لذلك توقع الشاطر حدوث بلبلة داخل الصف الجماعة عندما يتم تغيير اتجاه البوصلة بشكل قد يؤدى إلى انقلاب مركب الجماعة فى مغامرة غير محسوبة العواقب، وهو عين ما قال به قادة فى الجماعة، من أمثال عبد المنعم أبوالفتوح وأبوالعلا ماضى وعصام سلطان (الذين تم الإطاحة بهم واحدا تلو الآخر من الجماعة بتعليمات من خيرت الشاطر)، بعد اكتشافهم لخطة التمكين، التى وضعها الشاطر «سرا» بتوجيهات خاصة من الحاج مصطفى مشهور نائب المرشد العام للتنظيم الدولى رسميا، والمرشد العام للتنظيم على صعيد الواقع الفعلى.
: الانتشار صلب خطة التمكين
وعلى الجانب الآخر تعطى الوثيقة أهمية خاصة للانتشار فى طبقات المجتمع المختلفة، باعتبارها صلب خطة التمكين، مما يتطلب رفع قدرة الأفراد على التأثير فى قطاع عريض من المجتمع، برفع إمكانات الحوار والقدرة على الإقناع والتدريب وذلك عن طريق:
- إحداث التوازن بين الدعوة الفردية، من أجل الضم للصف، والدعوة العامة.
- تنمية حلقات القيادة والقدرة على تحريك المجموعات.
أما بالنسبة للانتشار فى المؤسسات الفاعلة، فهذا يتطلب:
- رفع قدرة الأفراد على اختراق المؤسسات دون فقدان الهوية.
- رفع قدرة الأفراد على التعامل مع المعلومات».
أما بالنسبة للتعامل مع القوى الأخرى، فلابد من تربية الأفراد على إقامة جسور فكرية أو عملية معها.
وبالنسبة لمهمة إدارة الدولة ومهام المستقبل فإن هذا يتطلب:
1- الاهتمام بمجموعة مختارة تنمى فيها القدرة على إدارة المؤسسات العامة.
2- القدرة على استيعاب المتميزين فى القطاعات المختلفة والاستفادة منهم.
: وإلى جانب البناء الهيكلى، فإن المنهج العملى للإدارة يتطلب
- توفير المعلومات اللازمة لأداء المهام المختلفة.
- إرساء مبدأ التفويض واللامركزية فى الأعمال ما أمكن.
- إرساء مبدأ التفرغ لشغل المناصب ذات الأهمية.
- مرونة الهيكل بحيث تسمح بإضافة كيانات جديدة استجابة للخطة «جهاز معلومات – علاقات سياسية».
- استكمال الهياكل بناء على أهمية العمل فى الخطة وأولويته.»
السنة الخامسة - العدد 345 - الاثنين - 12/ 03 /2012http://www.masress.com/elfagr/140041