: الاخوان و الاقباط
حتى الأقباط لم يسلموا من محاولات التحالف الاخوانية لتحقيق أهدافهم السياسية على الرغم من الاختلاف الكامل والتام "للأيديولوجيات" ( الفكر والمنهج والمبادئ العامة ) لكل من الاخوان والأقباط إلا الألعاب السياسية لم تقف عند حد الأفكار والمبادئ حيث حاول الطرفان احداث نوع من التحالف بينهما للفوز بأكبر قدر من المصالح السياسية لكل منهما والشاهد على ذلك محاولتين للحوار حسبما نشرت جريدة الأهالى ما نصه (أن بعض محاولات التحالف بين الاخوان و بين بعض الأقباط بصفتهم الشخصية وليس لكونهم ممثلين للأقباط. الاولي كانت في عام 1991 واستمرت لمدة ثلاثة شهور وكانت المقابلات تتم كل يوم ثلاثاء ، وكان يمثل الجانب القبطي الدكتور ميلاد حنا، امين فخري عبد النور، وليم سليمان قلادة، انطون سيدهم ، فيليب جلاب، وماجد عطية. وكان يمثل الاخوان حامد ابو النصر المرشد العام ، مأمون الهضيبي نائب المرشد، محمد عمارة، سيف الإسلام حسن البنا، وصلاح عبد المقصود. وقد انسحب المرحوم انطون سيدهم بعد الجلسة الاولي نافرا من لغة الحوار المشبعة بالمصطلحات الإسلامية، وانسحب المرحوم فيليب جلاب بعد الجلسة الثانية قائلا الحوار مع الاخوان مثل الحرث في البحر... وبعد ثلاثة شهور لم يصل المجتمعون إلي نقطة اتفاق واحدة.
والمحاولة الثانية كانت عام 2007 بين يوسف سيدهم وامين فهيم وبعض قيادات الاخوان وبترتيب من محمد عبد القدوس وانتهت بدون نتائج أيضا، وكانت أقرب إلي الحوار الشخصي مع المهندس يوسف سيدهم والذى أرادوا منه استخدام جريدة وطنى فى تقديم صورة مختلفة عنهم للأقباط .
ومما ينتج عن التاريخ الأسود لتحالفات الاخوان أنهم لا يألون جهدا فى تحقيق أهدافهم بأى طريقة ووسيلة من التحالفات حتى ولو كانت مع من يختلفون معهم كليا أو جزئيا وهو ما وضح جليا من تاريخ التحالفات المختلفة لتنظيم الاخوان وجميع القوى السياسية التى مرت على الشعب المصرى بدءً من الضباط الأحرار وأخيرا وليس أخر حزب الوفد .
لن تكون هناك حريات وإصلاح بثمن رخيص, بل الحريات تسقي بالدماء.. تلك الكلمات هي تعليمات تصدر من قيادة جماعة الإخوان المحظورة الي كوادرها, وهي من الوثائق المهمة التي تضمها ملفات التحقيقات في القضية التي يحاكم فيها قيادات الذراع المالية أمام القضاء العسكري, وهو ما يتفق تماما مع وثائق قضية سلسبيل الشهيرة والتي تتحدث عن خطة المرحلة الاستراتيجية للتنظيم للوصول الي تغيير المجتمع ونظامه السياسي, كل الوثائق الاخوانية تتحدث عن مسألة التمكين والقفز علي السلطة, وهناك من لا يري سوي نصف الكوب الإخواني ويعتبرهم جماعة لا تريد السلطة.
في حين أنهم يتحدثون عن فكرة الاغتيال السياسي كما جاء علي لسان النائب الأول للمرشد في صحيفة تتحدث باسمهم, وهو يقول ما نصه: الإخوان ليسوا في حاجة لاغتيال أحد أو تصفية وزراء أو مسئولين, لأنهم قاموا فعلا باغتيال النظام سياسيا, فنفس الصحيفة الدستور هي التي تحدثت عن فكرة الاغتيال وحددت الأسماء علي صفحتها الثانية قبل فترة.